خاص حرمون
محمد شريف نصور
إعلامي وباحث سياسي.
* يطرح المشهد الميداني والسياسي في الشمال السوري
أسئلة متعددة حول الزيارة الأخيرة التي قام بها الجنرال الأمريكي إريك كوريلا قائد القوات المركزية الأمريكية في المنطقة
إلى الشمال السوري والتداعيات المتعلقة بواقع الإحتلال الأمريكي الزائل ، ومرتزقته من ميليشيا قسد الإرهابية وعدد من بعض أبناء العشائر الخونة والعملاء الذين يتعاونون مع قسد وقد باعوا أرضهم وثرواتهم وخيراتهم للأمريكي وقسد، وفي مقدمتهم المدعو حميدي دهام الهادي ،وغيره من الخونة ، لم تكن هذه الزياره هي فقط لتفقد القواعد الأمريكية في الشمال السوري ، او كما قال البتاغون في تعليقه على الزياره بأنها لمعرفة أوضاع مخيم الهول الذي يضم أكثر من ستين ألف من عوائل تنظيم داعش الإرهابي من جنسيات أوروبية وعربية متعددة ، ولا إلى توطيد العلاقات مع الإرهابيين وطمأنتهم أنهم في مخيم الهول او سجن غويران او في مناطق الرقة هم في مأمن ولن يقترب منهم أحد ، فهم يعرفون دورهم ودعم واشنطن لهم لأنهم صناعة أمريكية صهيونية وأداة تنفيذ لمشروعهم الشرق الأوسط الكبير أو الجديد ، او طمأنة مايسمى ميليشيا قسد والعملاء بأن أمريكا لن تتخلى عنهم وسيبقون تحت حمايتهم ودعمهم وسرقتهم لحقول القمح وآبار النفط السورية وشحنها إلى قواعده في العراق ومن ثم نقلها وشحنها إلى الكيان الصهيوني ( إسرائيل ) ،
لقد كان الهدف من زيارة الجنرال الأمريكي أبعد من ذلك بكثير ، إذ أنها تأتي بعد المستجدات السياسيه والتحركات الدبلوماسية واللقاءات التي جمعت بين الرئيس بوتين والرئيس اردوغان أكثر من مرة أو قمة طهران الأخيرة التي جمعت بوتين ، أردوغان ، رئيسي. بهدف إيجاد تفاهمات ومساع وحلول لتسوية الخلافات والنزاعات بين سورية وتركيا بالطرق السياسية، والتفاهمات الميدانية على أرض الواقع بوجود الروسي -التركي من جهة، وضرب التنظيمات الإرهابية وفي مقدمتها طلب تركيا بشن حرب على ميليشيا قسد بذريعة مكافحة الإرهاب، ومطلب الشعب السوري في القضاء على حلم قيام مايسمى كانتون عنصري أو إدارة ذاتية في الشمال السوري تديره قسد ، كما حصل في شمال العراق عندما تم اقتطاع شماله تحت اسم إقليم كردستان لمصلحة الكيان الصهيوني ، و أيضاً القضاء على تنظيمي داعش والنصرة أو قيام مايسمى الدولة الإسلامية في سورية والعراق، أو إمارة إدلب الإخوانية الصهيونية وهذا لن تسمح بتحقيقة سورية مطلقاً ، بل إن تحرير إدلب واستعادتها من التنظيمات الإرهابية وعودتها إلى سيادة الدولة الوطنية السورية ،هو الهدف الضروري للشعب السوري الذي يعمل على تحقيقه ، في السياسة أو الحرب ، وقد عاد قبل ثلاثة أيام في إطار المصالحة الوطنية العديد من العائلات السورية من إادلب المختطفة إلى المناطق المحرره خان شيخون وغيرها في ريف إدلب ، كما شكلت التحولات الميدانية بين روسيا وأوكرانيا والتداعيات الإقتصادية لوقف الغاز عن أوروبا ، واقعاً مريراً على القارة العجوز ، واختلطت الأوراق والمواقف السياسية بين الدول الأوربية تجاه موسكو ، إضافة إلى التقارب الروسي التركي في معالجة بعض تداعيات الحرب في أوكرانيا حول ملف الحبوب وفتح الموانئ الأوكرانية أمام سفن الشحن لنقل الحبوب إلى الدول الإفريقية وغيرها ،كما شكل ملف الصراع التركي مع اليونان ، أحد أوجه القلق لسياسات أمريكا في المنطقة لأن تركيا واليونان هما أعضاء في حلف الناتو ، ولم يسبق أن حدثت حرباً بين عضوين في حلف الناتو ، وبالتالي فإن هدف زيارة الجنرال الأمريكي إريك كوريلا إلى الشمال السوري هي لخلط الأوراق السياسية والميدانية أمام التفاهمات التركية الروسيه الإيرانية حول سورية ،وعرقلة كل الجهود التي تقوم بها روسيا في الشمال السوري ،وليس هذا فقط ،بل هي محاولة
لمعرفة الخارطة الإيرانية وتموضعها في الشمال السوري ،بهدف الضغط عليها في مباحثات فيينا بشأن الإتفاق النووي ، من جهة ثانية وهذا هو الأخطر ، وهو تحضير عمل إرهابي كبير باستخدام تنظيم داعش وسجن غويران ومخيم الهول بالقيام بتحرك نوعي ضد ميليشيا قسد والمناطق التي تحتلها ،وحصول مجازر وقتل وتدمير وحرائق لآبار النفط الأمر الذي يستدعي دخول قوات احتلال أمريكية ومعها بريطانية وفرنسية بذريعة مكافحة تنظيم داعش الإرهابي وحماية المصالح الأمريكية المتمثلة باحتلال آبار النفط ومستودعات القمح وتعزيز وجودها الإحتلال هي والدول الغربية الصهيونية فرنسا وبريطانيا، والقيام بهذا العمل من شأنه عرقلة مخطط روسيا في أوكرانيا من جهة وفي سورية من جهة ثانية واستنزاف القوات الروسية وتشتيت عملها ، كما أن هذه الخطوه العدوانية الإرهابية من الجانب الأمريكي باختلاق ذريعة اقتتال ومعارك بين التنظيمات الإرهابية داعش وقسد من شأنه إعادة تركيا إلى المربع الأول وهو التنسيق التركي الأمريكي ،وليس التنسيق التركي الروسي الإيراني ، وهذا سيتطلب من الدولة الوطنية السورية بجيشها وشعبها حشد أكبر الطاقات لمواجهة هذه المخططات الأمريكية وضربها في مكانها، وسيكون دور المقاومة الشعبية من أبناء العشائر السورية الوطنيين الأحرار الشرفاء المخلصين لتراب وطنهم وأبناء شعبهم وجيشهم وقائدهم السهم الصائب في صدور الخونة والعملاء الذين قدموا انفسهم سلعة رخيصة للإحتلال الأمريكي وباعوا أنفسهم ووطنهم له ولميليشياته العنصرية الصهيونية وقادتهم الذين جاؤوا من جبال قنديل لسرقة ثروات وخيرات الشعب السوري من نفط وقمح ، لكنهم لن يستطيعوا سرقة الأوطان ، لأن للأوطان شرفاء ومخلصين وأوفياء يدافعون عن الأرض والعرض مهما كلف ذلك من تضحيات،