د.جورج جبور
عدت أواخر 1965 من أميركا لأكتب رسالة الدكتوراه عن سورية فأنال الشهادة من الجامعة الأميركية في واشنطن.
لم يكن غائباً عن الذهن أنني مؤهل سياسياً فكثير من زملاء الدراسة الجامعيّة أواخر الخمسينيات تبوؤا مراكز حساسة.
كان من أوائل زواري الأمين العام لرئاسة الدولة. زميل الدراسة الذي كان يطلق عليه لقب “مدير الحملة الانتخابية” لشخصي المتواضع: انتخابات اتحاد الطلبة 1959- 1960، كلية حقوق جامعة دمشق.
دعاني إلى زيارة القصر واللقاء مع الرئيس الفريق أمين الحافظ.
قيل: سأسمَّى وزيراً. قيل: ذكرت أمام الفريق فأحبّ أن يستمع إليك.
حلّت القيادة القومية القيادة القطرية.
حان وقت التشكيل الوزاري.
متى قلت لزميل الدراسة: أنا متجه إليك في القصر؟ لا أتذكر بالضبط..
كنتُ في حضرته
قال: سيادة الفريق بانتظارك.
كنتُ قد استمعت إلى بعض خطب الفريق الحافظ
في بعضها ما لم أستسغه.
ذهبتُ إلى لقاء الفريق حذراً
منذ غادرتُ مكتب زميلي صاعداً الدرج إلى الطابق العلويّ حضر في الذهن لقاء أنطون سعاده مع حسني الزعيم.
يقال. سعاده بدأ الحديث وسيطر فكرياً.
أما أنا فحين عدتُ إلى زميلي رأى وجهي مكفهراً.
قال: ما لك؟
مكتئب؟ لماذا؟
قلت : لم يُتح لي وقت للكلام. الفريق وحده تكلم!
قال: هذه بضاعتنا. ضباط قاموا بانقلاب وقالوا لأساتذتنا: هو انقلابكم!
غاب اسم الفريق أمين الحافظ عن المشهد السوريّ.
بعد صوته عن أذني. أعادته إليها إذاعة الـ بي بي سي.
في 10 حزيران 2000 انتقل إلى رحمة الله الرئيس حافظ الأسد.
أجرت الإذاعة البريطانية حوارا عن الرئيس السوري الكبير طرفاه أمين الحافظ وشخصي.
لم يكن الرئيس أمين الحافظ هيّناً في انتقاداته، لكنه لم يتعرّض إلي شخصيا لا تصريحا ولا تلميحا.
خطر بالبال انه اختارني،
أو لم يعترض عليّ، لأكون نظيره في البرنامج.
لم أجابه.
لم أذكر اللقاء اليتيم
لا يهم. للحكاية تتمة.
وجد الرئيس أمين الحافظ نفسه في سورية بعد احتلال العراق.
أكرم الرئيس بشار الأسد إقامته إلى أبعد حد.
رحم الله الجميع.
انتهى.
دمشق 14 تموز 2022.
*إثر قراءة نص ممتاز لـ د. صفية سعادة عن أحداث ختمت بجلجلة 8 تموز 1949.