عمر عبد القادر غندور*
يخشى فعلا من انزلاق الحرب الروسية الاوكرانية بعد خمسة اشهر على اندلاعها ان تتسبب في تداعيات اشد ايلاما من الانكماش الاقتصادي في اوروبا والولايات المتحدة خاصة، وتتدحرج الى حرب اكثر شمولية واوسع، وهو ما المح اليه رئيس الوزراء البريطاني عندما قال “علينا ان نُعد جيشا للقتال في اوكرانيا”.
وبات واضحا الخطأ الاكبر الذي ارتكبته الولايات المتحدة عندما حثت دول الاتحاد الاوروبي على تزويد اوكرانيا بالسلاح، وقدمت هي المليارات لاوكرانيا على صورة اعتدة عسكرية وبعضها متطور، املا في تطويل امد الحرب بهدف استنزاف روسيا، ولم يسبق ان انحازت اوروبا الى مثل هذا التحرك منذ انتهاء الحرب العالمية الثانية، وخاصة المانيا الاتحادية، ما يدل بوضوح ان القارة العجوز لا تملك قرارها.
وفي الولايات المتحدة ذاتها بلغ الركود الاقتصادي وارتفاع اسعار البنزين ذروته، حتى قالت صحيفة التليغراف البريطانية ان البيت الابيض لم يشهد هذا الركود منذ عشرين عاما، وان الدولة في عهد الرئيس بايدن في صورة سقوط واقتصادها يتجه بسرعة الى الركود مع ارتفاع نسبة التضخم وارتفاع اسعار البنزين والسلع الاستهلاكية وتدهور سوق الاوراق المالية التي ادت الى ضياع التريليونات من الدولارات من قيمة حسابات التقاعد!!
ويقول الرئيس السابق دونالد ترامب: بلدنا في ورطة كبيرة وقد نستمر في هذا الانحدار!!
ولا تبدو الدول الاوروبية مرتاحة وهي في حالة انكماش في عز الصيف وتقدم الكثير من المساعدات العسكرية لجارتها الاوكرانية، فيما تستمر الحرب بوتيرة متصاعدة وتفقد اوكرانيا المزيد من اراضيها، ولا يبدو الروس في عجلة من امرهم بعد ان تبينت لهم نوايا الولايات المتحدة واوروبا، وقال الرئيس الاوكراني زيلنسكي يوم الخميس ان بلاده تحتاج الى سبعة مليارات دولار شهريا وهي عاجزة عن تصدير حبوبها وزيتها عبر البحر الاسود الذي تسيطر عليه روسيا بالإضافة الى الموانئ!!!
وفي عز الحشرة يقرر الرئيس بايدن التراجع عن اتهاماته للمملكة العربية السعودية بقتل المعارض السعودي جمال خاشقجي في القنصلية السعودية في اسطنبول، وقوله ان المملكة السعودية “منبوذة” وان ولي العهد هو الذي اوعز بقتل الخاشقجي وانه لن يصافح ولي العهد ولم يتحدث معه، وها هو اليوم يشد امتعته ويرتب اوراقه للتوجه الى المملكة السعودية واعتبارها “شريك استراتيجي” ولا غبار عليها في ملف حقوق الانسان.
هذه التوجهات المستحدثة في الموقف الاميركي تؤكد المؤكد وهو ان لا عداوات دائمة بل مصالح دائمة يجب الحفاظ عليها وفي مقدمها النفط الذي يشكل لب الزيارة الى جانب تحشيد الادوات في خدمة الكيان الغاصب لفلسطين ورص الصفوف ضد من يعارض السياسات الاميركية وحماية من تحدث عنهم القران الكريم ونبه اليهم رسول الله (ص) لقوله تعالى : “وَمِمَّنْ حَوْلَكُم مِّنَ الْأَعْرَابِ مُنَافِقُونَ ۖ وَمِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ ۖ مَرَدُوا عَلَى النِّفَاقِ لَا تَعْلَمُهُمْ ۖ نَحْنُ نَعْلَمُهُمْ ۚ سَنُعَذِّبُهُم مَّرَّتَيْنِ ثُمَّ يُرَدُّونَ إِلَىٰ عَذَابٍ عَظِيمٍ”.
*رئيس اللقاء الاسلامي الوحدوي
بيروت ٢٠٢٢/٦/٢٤.