أحمد طيبة*
لطالما خطر على بالي هذا السؤال وهو هل الجينات هي المسؤولة عن طَبعِ عِرقٍ معين أو عائلة معينة، أم أنّ تربية الوالدين والبيئة التي نشأ بها الشخص أو الصحبة هي المسؤولة بشكل رئيسيّ عن تكوين الطباع؟؟
في رأيي الشخصي القاصِر كل ما سبق مسؤول عن تكوين طِباع أحدِنا إلا أنه ليس عُذراً أبداً أن يستسلِمَ الفرد لتلك الطباع السيئة ويقول لا أستطيع تغيير نفسي فقد جُبِلت على ذلك.
إن طَبعَ اﻹنسان من جراء أي سببٍ كان، بإمكانه التحكم به إن قاوم نفسه وجاهدها، ورغم الصعوبة الشديدة في ذلك إلا أنه ليس مُستحيلاً ويستلزِمُ صبراً عظيماً وترويضاً لتلك النفس الجامِحة التي يتحكّم بها الهوى فيسيِّرُها كما يشاء.
فتجد هذا هو عُذر العَصَبِي الذي يفقِد نفسه عند الغضب، وعُذر متحجِّر العقل الذي لا يغير رأيه ولو جِئت له بكل وسائل الإقناع.
كلٌ مِنّا لن يبلُغ الكمال في صفاته. فالنقص هي سِمَة البشر، إلا أن الكمال لا بد أن تصبو إليه النفوس ويكون هو الحِلم الهدف الذي لن تبلُغَه ولكن لا بد من الاقتراب منه، وهذا لن يتحقّق إلا بمعرفة مقاييس حُسن الخُلُق والصفات الحميدة التي تـُبنى عليه التصرّفات والسلوكيّات، ومحاسبة النفس أولاً بِأوّل على ما يصدُر منها من هفوات وأخطاء، فمن مِنّا لا يُخطِئ؟ فكُل ابن آدم خطّاء ولكِن خيرُ الخطّائين التوّابون.
*مهندس كيميائي وكاتب من السعودية.
موقع حرمون