د.طلال حمود*
الى متى المُماطلة والتخبّط والإرباك والتسويف وعدم الحسم في ادارة شؤون هذا الملف؟!
والى متى عدم اللجوء فوراً الى تعديل المرسوم 6433 المتعلق بتعديل بعض النقاط واعتماد الخط ٢٩ الذي اظهرت دراسات متعددة، واكدت دراسات مصلحة الهيدروغرافيا في الجيش اللبناني والوفد التقني اللبناني الذي فاوض العدو في الناقورة انها معيار حقّنا المقدّس؟! وبالتالي إرسال هذا التعديل فوراً مع الإحداثيات الجديدة الى الأمم المتحدة لتثبيت هذا الخط ك “خط ذهبي نهائي لا مساومة ولا قبول بسواه” لكي نحفظ حقوق اللبنانيين في ثرواتهم النفطية والغازية والمائية!؟
والى متى سنبقى نقبل بالتنازلات وبالتفاوض غير المباشر مع العدو برعاية الوسيط الأميركي غير النزيه او بواسطة زيارة من هنا ونقل رسالة من هناك دون حسم؟! فسواء اكان هذا الوسيط اسمه آموس هوكشتاين الذي يحمل الجنسية الإسرائيلية والذي خدم في صفوف جيش العدو او اسمه هوف او هيل او ساترفيلد او ضرّاب الطبل؟!
ومهما كان اسم هذا الوسيط الأميركي فهو سيبقى صهيوني اسرائيلي اكثر من الصهيوني الإسرائيلي وهو دائماً منحاز لخدمة مصالح ربيبة اميركا في المنطقة ولا يهمه ابداً مصلحة الشعب اللبناني وثروات اجيالنا وإعادة إنقاذ وطننا اقتصادياً لأن هذه الثروات يقال انها تقدّر بمليارات الدولارات وهو يفضل ان تكون من حصة حليفه المدلل اي العدو ؟!
افلا يعلم ساسة لبنان اننا في حالة انهيار كامل على كل المستويات وبحاجة لكل دولار قد تسمح لنا هذه الثروات بالحصول عليه من استخراج هذا النفط؟!
ولماذا يجب ان نقبل بأن يهدي هوكشتاين بمقترحاته المنحازة بشكلٍ واضح وفاضح وقح وصريح للعدو وبخطه المتعرج بطريقة بهلوانية تقضم اهم المناطق الذي يقول الخبراء او يتوقعون انها غنية جداً بالنفط والغاز ويعطيها مجاناً لصالح العدو دون ان يتحرك احد من اركان السلطة الفاسدة في لبنان ليقول كفى تهاونا!؟ وكفى تنازلات مجانية وكفى إبتزازاً؟!
اننا نريد حقوقنا حتى آخر نقطة مياه ونفط وغاز؟!
الأسئلة كثيرة برسم فخامة رئيس الجمهورية الذي قبل اولاً الخط ٢٩ ثم عاد وتراجع عنه بعد تراجع مستشاريه ومعاونيه لأسباب غير مبررة؟! ورئيس مجلس الوزراء الخائف من العقوبات والذي ارتكب اخطاءً كبيرة في الماضي عند إقرار المرسوم أعلاه منذ سنوات عندما ارتُكِبت اخطاء جسيمة في ادارة هذا الملف في عهده؟!
ثم اين دور المجلس النيابي ولماذا يكتفي الرئيس بري بالتمسك باتفاق الإطار ويتهرّب من تحمّل مسؤولياته الجسام في هذه المفاوضات؟!
واخيراً اين قوى السيادة والحرية والاستقلال وقوى الحراك وموقفها من هذا الملف السيادي بامتياز؟! ام انهم بلعوا السنتهم لأن الملف يعني مصالح اميركا و”اسرائيل”. وهنا لا يتفوّهون بكلمة عن “السيادة والاستقلال” لكي لا تزعل المفوضة السامية الجليلة الذكر ورفيعة الشأن “السفيرة دوروثي شيا”؟!
والأهم الأهم في كل ذلك لماذا تقبل المقاومة بإدارة كهذه لهذا الملف وتتلطّى خلف موقف الدولة اللبنانية واركانها الفاسدين؟! ونحن نعرف انها قادرة على منع سفينة التنقيب القادمة من “سنغافورة” من الاقتراب من حقل كاريش او من اية منطقة متنازع عليها لتمنع بالتالي بدء الحفر واستخراج النفط والغاز منها؟!
ولكل ذلك نحن نطالب الجميع بمواقف واضحة وشفافة من هذا الملف وكفى مماطلة وغنجاً ودلالاً؟!
ونقول للجميع: الم يحن وقت الضرب على الطاولة بيد فولاذية للقول للعدو لا تقترب ابداً من ثرواتنا وهذه هي حقوقنا وحدودنا وستحترق آباركم ومعداتكم وسفنكم التي تنقّب في مياهنا وتسرق ثرواتنا اذا حصل ذلك؟!
*الحملة الوطنية للضغط لتعديل المرسوم 6433 ، ملتقى حوار وعطاء بلا حدود