يبنى إقتصاد أي بلد بشكل أساسي على صناعته المحلية، لذلك لابد من تطوير وتشجيع الصناعة اللبنانية.
وفي لبنان العديد من الصناعات المخبّئة ولا نعرف عنها، علماً أنها ترفع الإقتصاد برافعة مهمّة، ومنها صناعة البهارات.
ينتشر هذا النوع من الصناعات على الأراضي اللبنانية عبر 15 مصنع لصناعة البهارات أي الفلفل، قرفة، قرنفل، جوزة الطيب، الصولجان، الكمون، الزنجبيل، الزعفران، الكركم، الزعتر وغيرها”.
وتعد صناعة البهارات من أهم الصناعات الوطنية، كونها تعتمد بشكل أساسي على التصدير وإدخال العملة الصعبة إلى البلد.
وبحسب أرقام الجمارك، وبمقارنة بين جدول قيمة الإستيراد وقيمة التصدير بالسنوات الثلاثة الأخيرة، يتبيّن أن هذه الصناعة تدخل بالعملة الصعبة ملايين الدولار سنوياً.
أما البلدان التي هي سوق جاهزة لإستقبال البهارات اللبنانية بحسب أرقام الـ2021 هي بلدان أوربا بشكل أساسي لوجود أعداد كبيرة من العرب واللبنانيين كألمانيا، هولندا، لندن والسويد. وبلدان أميركا وأستراليا وبعض البلدان العربية كالأردن والسعودية مثلاً.
هذا النوع من الصناعات لا يحتاج إلّا إلى إستيراد مواد أوليّة كحبيبات البهار من بعض البلدان، فمثلاً، حبيبات البهار الحلو تستورد من فييتنام وجامايكا والفلفل الأسود من فياتنام، البابريكا والحر الأحمر من الصين، ومن ثمّ تقوم المصانع بطحنها وغربلتها وخلطها وتعبئتها.
الصناعة ذات أهمية كبيرة ومن الضروري دعمها، الأمر الذي أكده وزير الصناعة في حكومة تصريف الأعمال جورج بوشكيان خلال جولة على مصنعين للبهارات في عرمون والناعمة، وخلال لقاء مع مصنعين للزعتر مستفيدين من برنامج منظمة يونيدو المدعوم من الأمم المتحدة، ويقوم البرنامج على تجهيز هذين المصنعين بآلات لتصنيع الزعتر. وأهميته تكمن بدعم الصناعة الوطنية والمنتج اللبناني بآلات مصنوعة بلبنان، ما يشكّل حلقة متكاملة تحسّن الإنتاج، تزيد التصدير وتعمل لفتح أسواق جديدة.
وفي هذا الإطار، أشار وزير الإقتصاد إلى أنه “قام بوضع ماكينات لتصنيع الزعتر، وهي من أجل تشجيع صناعة الزعتر وتصديره، وذلك لأنّ الزعتر أصبح منتج لبناني مطلوب عالمياً. وكذلك رأينا المهارة الموجودة بخلطات البهارات والنكهة اللبنانية التي تُدخَّل إلى البهارات، فهذا قطاع واعد جداً وقطاع لديه الكثير من الأسواق والكثير من المجالات”.
وأضاف أنّ “اليوم هناك المصانع للجاهزة من أجل تصنيع البهارات وإعادة تصديرها على الأسواق الأوروبية والخارجية والعراق والأميركية”.
في ظل الظروف الإقتصادية الحالية كغياب الكهرباء وإرتفاع أسعار المازوت وتقلبات الدولار، يبقى دعم الصناعة اللبنانية من الأولويات والضرورات، فإذا كنا نحب لبنان يجب علينا التعرّف على صناعته.