حسن أحمد خليل*
قلبي منقبض اكثر، على غير عادة.
في مطار بيروت اقترب مني أحدهم هامساً في اذني: “مش حرام اللي متلك يتركوا”. أجبته بعصبية: من قال لك إني تارك”.
لكنه كان أصدق مني.
طبعاً فراق الارض والاحباء دوما صعب.
هذه المرة أغادر معترفاً انني اخاف من نفسي مما ارى.
اخاف على شعب ارتضى العبودية او الهجرة.
ارتضى الجهل على النور والمحبة، او حتى على المصلحة. بعضه توهم انه انتفض، فضربه غرور الإنجاز قبل البدء.
البعض يقول إن الانتخابات افرزت بداية. المشكلة ان الاشرار نهبوا الرأسمال.
والكل عاجز ويستجدي مجتمعاً دولياً يقول لبنان ليس اولوية فيه، ولديه ما يكفيه.
ارى الكل يشكو من الكل، والمصيبة في كل فرد.
مجتمع متفكك. طوائف كريهة. ابناء كل طائفة يكرهون بعضهم، ويكرهون الآخرين.
وجيل جديد متحمس لكن بدون افق.
“القلة بتجيب النقار”. والقلة والفقر سيتدحرجان كالثلج قريبا، وسيزداد الانقسام ورمي المسؤولية.
يا خوفي ان لا تولد القلة والفقر، اكثر من لبنان واحد..
لماذا هذا الكلام وبث التشاؤم؟
١. لأنني شهدت الانتخابات وما افرزت؟ دليل فاقع ناصع على تخلف وكراهية شعوب على الأرض اللبنانية.
٢.ولمست باليقين شراسة عصابة تعرف السبب الاول، وتتغذى عليه ومنه.
مع العلم ان الانهيار قد لا يكون مضموناً أنه افضل، لكنه قد يكون بات حاجة.
*تجمّع استعادة الدولة.