د. طلال حمود*
نعم وكل الاستغراب كيف أن البعض لا يرى هذا الوجه الآخر البشع للعدو الصهيوني الوحشي ويزحف لكي يلاقيه في كل مكائده وجرائمه وليتآمر معه علينا لإبادة شعبنا العربي الفلسطيني المقاوم على امتداد كامل أرض فلسطين!؟
وعلى كل مقاوم عربي من المحيط الى الخليج؟!
وسنحرّر فلسطين رغماً عن كل مؤامراتهم ومكائدهم ومكرهم.. ورغماً عن أنوف كل الحاقدين والمطبّعين ورغم كل نفاق الغرب ومؤازرته ودعمه لهذا العدو الغاشم!؟
فهذا عهدنا لك يا شيرين!؟
وآه آه لو كنتِ يا شيرين رحمك الله “إعلامية أوكرانية” او تحملين “اية جنسية غربية” واغتالتك جيوش بوتين الحمراء او جيش اية دولة أخرى لا تتفق ساساتها مع سياسات الغرب؟!
فماذا كان فعل “العالم المنافق” هذا المساء؟ وماذا كان فعل مجلس الأمن والاتحاد الاوروبي واليابان وكوريا الجنوبية وأستراليا وغيرهم وغيرهم ممن حجّوا الى كييف عاصمة اوكرانيا افواجاً افواجا ليقدّموا الطاعة للمتغطرس المعربد الأميركي ولكل ما يهيمن عليه من مؤسّسات دولية؟!
او ما كان في هذه الحالة موقف كل محطات التلفزة والصحافة وكل الإعلام الغربي المخادع ومراكز القرار فيه الذين يصبحون ويمسون وهم يتشدّقون بعناوين فارغة نعرف جيداً انها فارغة منذ زمن طويل وهي كلها تنادي بحرية التعبير وحرية الرأي والصحافة والإعلام وحقوق الإنسان والمساواة بين شعوب العالم ونصرة المظلومين والمستضعفين وغيرهم من شعوب العالم؟!
لكن وللأسف بالنسبة لهم عربية فلسطينية مقدسية بيت لحمية جنينية حاولت طيلة ايام مسيرتها الإعلامية المشرّفة الإضاءة على جرائم ووحشية ولا إنسانية وغدّتهم السرطانية او الخنجر القاتل الذي اغمدوه في جسمنا العربي منذ اكثر من ٧٠ سنة، ولترشدي الأحرار في هذا العالم الى ما يقومون جميعاً به من جرائم واغتيالات بحق اطفالنا وشبابنا وكهولنا وكل العزّل من ابناء فلسطين؟!
فلا عجب ان لا ينصروك ولا عجب ان يحالوا ان يمرّوا سريعاً على خبر اغتيالك الهمجي لأنه سيفضح زيف وكذب ونفاق كل القيم والمبادئ التي ينسونها مجرد ان تخرج من أفواههم لأنهم كاذبون دجّالون؟!
ولكن عزاؤك ان كل الأحرار والشرفاء والمستضعفين والمقهورين في هذا العالم سوف يحملون قضيتك وسيتناقلون المشعل الذي كنتِ تحملين ليخلّد اسمك مع الشهداء والأبطال والأبرار وليعلّموا ابناءهم أنّ الحياة وقفة عز في وجه سلطان او حاكمٍ جائر ظالم ؟!
وسيدرّس الأبرار سيرتك المهنية النزيهة المشرّفة لكل اجيال المستقبل وجيلاً بعد جيلٍ لكي نستعيد الأرض التي روتها دماؤك الذكية الطاهرة!
وليعلم الجميع أن كانت ألفها انتصارها وألفنا انكسارنا
كانت باؤها بريقها وكانت باؤنا بؤسنا
كانت واوها وميضها وكانت واونا وحشتنا
كانت عينها عذوبتها وكانت عيننا عذاباتنا
كانت ألفها الأقصى وكانت ألفنا الأدنى
كانت قافها قدسها وكانت قافنا قيدنا
كانت لامها لاءاتها وكانت لامنا لعناتنا
كانت هاؤها هتافنا وكانت هاؤنا هزيمتنا.
فإلى جنان الخلد يا شيرين!؟
ونعاهدك ان النصر عليهم قريب قريب قريب!؟
وان جهنم وبئس المصير سيكونا مثوى كل المتخاذلين والخانعين والمطبعين والمتواطئين والداعمين لعدو هذه الأمة ولكل الكلاب التي تنبح للدفاع عنه هنا وهناك خاصة في عالمنا العربي والإسلامي لأننا تعودنا منذ قرون ان الغرب الاستعماري لا يُلام لأننا نعرف جيداً سجلّه الحافل بالجرائم منذ قرون وعلى امتداد الكرة الأرضية وعبر كل فصول التاريخ القديم والحديث وإنّما اللّوم هو اكبر على إيذاء ذوي القربى من قبائل بني يعرب ؟!
لك المجد والخلود!؟
ولروحك الطاهرة الرحمة والصلاة والدعاء؟!
*ملتقى حوار وعطاء بلا حدود