مأمون ملاعب*
في مقابلة مع الرئيس بوتين بعد انطلاق الحرب في أوكرانيا قال “ما قيمة العالم بدون روسيا؟”.
قد يرى البعض (خصوصاً السذج) ان ذلك كلام عنصري او متطرف او احتقار للعالم او للإنسان لكن واقع الحال ان بوتين قائد ويعبر في كلامه عن روح القيادة وعظمة الشعب الروسي وأهميته. هو لا يضمر الشر للعالم ولا الاحتقار بل يريد الشراكة في الحضارة الإنسانية من موقع المؤهل والشراكة في الحضارة الإنسانية هي حق وخير.
بالمقابل إن منع الشعب الروسي من المشاركة في الحضارة الإنسانية على مستوى يليق بما يريده هذا الشعب وما يستحقه هو الشر والعداء من غير وجه حق.
تأخذنا هذه المقدمة الى فكر أنطون سعاده وراهنيته وقيادته في قوله: جميل من بعض الأمم ان تتخلّى عن حقها من اجل السلام العالمي لكن سورية ترفض ان تكون من هذا النوع. هذا القول ليس رفضاً للسلام العالمي بل رفض للتنازل عن الحقوق.
ونبقى مع سعاده:
“نحن نؤمن بنفوسنا قبل كل شيء، بحقيقتنا الجميلة الخيّرة القويّة والمحبّة.
ما فائدتنا من ترك الخير كما نراه لنذهب وراء ما هو خير لحقيقة غير حقيقتنا؟
وأي فائدة لنا من ربح العالم كله وخسارة أنفسنا؟
يجب ان يكون لنا الثقة بان لنا القدرة الاجتماعية العليا لكل مجتمع مدرك لندرك ما هو الحق والخير والجمال”.
لم يتسنّ لسعاده ان يقود الامة ويجعلها في مصاف الأمم فبذل حياته واستشهد من اجل قضيّة تسمو على أي قضية أخرى الا وهي قضية الامّة السورية والوطن السوري بما تحمل من كل أوجه الحياة الإنسانية.
الحزب السوري القومي الاجتماعي هو المؤسسة التي أوجدها سعاده بغاية واضحة: بعث النهضة بالأمة من خلال تحقيق المبادئ. وما كانت حياة سعادة واستشهاده الّا انسجام كامل مع هذه الغاية: “لقد تعاقدنا على امر يساوي وجودنا”.
منذ أيام طالعنا الأمين وليد عازار تحت عنوان: قل كلمتك وبصفة مرشح الحزب السوري القومي الاجتماعي بشعار وبأحرف كبيرة: “الانسان قضيّتي” وشخصياً لا أستغرب انحراف شخص ما عن العقيدة فكثر فعلوا منذ أيام حضرة الزعيم. انما استغرب كثيراً ان لا يقوم أي مسؤول او لا تقوم المؤسسة بإدراك الانحراف وتصحيحه خاصة ان الشعار مرفق باسم الحزب.
ما المقصود بالإنسان؟
– الانسان من خلال العلم أي النوع ومن هذه الناحية لا يشكل قضية.
– الانسان بالمعنى اللغوي المتداول هو الفرد. الانسان الفرد محور فلسفة منذ السفسطائيين حتى اليوم والقيم الرأسمالية والليبرالية تقوم على الفرد وتدمّر العدالة والقيم الاجتماعية للإنسان المجتمع، كما يراه سعاده. هل أصبح الانسان الفرد قضية عند من يحمل رتبة الأمانة؟ وأين موقع سناء محيدلي ورفقائها (الذين اختاروا الغاء ذواتهم لمصلحة المجتمع) في هذا القضيّة؟ وكيف تلتقي مع كل ما فينا للأمّة حتى الدماء؟
وهل انت يا حضرة الأمين ممن تعاقدوا على أمر يساوي وجودنا؟
– قد تحمل كلمة الانسان معنى الإنسانية وهنا الأخطر، فكيف نستعيد فلسطين من خلال الإنسانية وكيف تفسّر هذه العمليّات البطولية الاستشهادية على تراب فلسطين وما موقفنا الإنساني منها؟
وحتى لا نطيل بالموضوع لنختصر فهل حضرة الأمين سوري قومي اجتماعي ام من اتباع فايز صايغ وغسان تويني؟
او ان الترشح للانتخابات يسمح بالمحظور لغير المرشحين على قاعدة يحق للشاعر ما لا يحق لغيره!
*قيادي قومي. في 8/5/2022