د. طلال حمود
نحن مع روسيا بوتين ضد النازيين الجدد في أوكرانيا وضد داعميهم في اميركا والغرب المنافق.
واليكم الأسباب عبر هذه المقالة الرائعة لعبدالهادي المجالي تحت عنوان:
“حرب الحضارة
عبدالهادي المجالي
من الرابط:
منسق ملتقى حوار وعطاء بلا حدود
واليكم الأسباب عبر هذه المقالة الرائعة لعبدالهادي المجالي تحت عنوان:
“حرب الحضارة
عبدالهادي المجالي
فرح الناس في بلادنا لا يرتبط أبداً, بحدوث الحرب.. ولا أظن أن أردنياً أو عربياً يرضى بكل هذا الدم في أوكرانيا.. ولكن القصة هي هزيمة الغرب وليس نصر بوتين..
… درجت العادة أن (يتمرجل) الغرب ومعه أميركا على الدول الضعيفة, فمن الممكن أن يكون الفضاء الليبي مفتوحا للطائرات الفرنسية. من الممكن أن تكون سماء بغداد مفتوحة للطيارين (الإنجليز) كي يستعرضوا مهاراتهم في الارتفاعات المنخفضة… ومن الممكن أن ينزل (المارينز) الأميركي في شواطئ الصومال ويقتل ويستعرض, ثم تنتج (هوليوود) فيلماً يروي بطولة هؤلاء الجنود.. وبالطبع الفيلم يكون مبنياً على الأكاذيب…
درجت العادة أيضاً أن يقصفوا كل شبر في (افغانستان), وليقتلوا من يريدون ومتى شاءوا ولن يعترض أحد… ودرجت العادة, أن (تعربد) “إسرائيل” بماكنتها العسكرية الأميركية في غزة وجنوب لبنان… وتقتل من تريد وتغتال من تريد…
لكن هذه المرة مختلفة, فالطيار الفرنسي إن حلق فوق أوكرانيا كي يحمي الحرية وقيم العدالة كما يقول وزير خارجيتهم.. يعرف أنه لن يعود إلا جثة أو أسيراً… والإنجليز الذين استباحوا بر وسماء البصرة… وقصفوا بطائرات (الهارير) و(التايفون) كل جسم متحرك يدركون.. أن دباباتهم إن اقتربت من حدود أوكرانيا.. فستحرق بهم, والأمريكان يعرفون جيدا أيضا.. أن روسيا ليست طالبان.. ولا العراق, ولا شرق سورية… ويدركون أن طائراتهم ستعود بمئات الجثث.. إن قرروا الدخول في اللعبة.
تلك هي القصة باختصار, هي أن قيم الحرية والديمقراطية وحقوق المرأة والعدالة.. وحقوق المثليين, وتمكين النساء.. والمناهج التي تحرر العقل, كل ذلك يطبق على الضعفاء والفقراء مصحوباً ببعض المساعدات المادية, وشحنات حليب الأطفال… والقصة أن الغرب أمام روسيا لن يجرؤ أن يمارس الأدوار ذاتها التي مارسها في العراق أو أفغانستان… لأنه الآن يقف أمام دولة تعرف كيف تفكك المؤامرات, وتمتلك أكبر ترسانة عسكرية.. والأهم أن روسيا حضارة وثقافة.. صدرت للعالم الموسيقى والمسرح والرواية, وحمت كرامة أوروبا حين مرغها هتلر في الأرض.
مَن يعتقد أنها الحرب مخطئ, هذه أكبر من حرب بكثير.. هي صراع حضارات, حضارة تعودت أن تفرض منتجاتها على العالم بالقوة وبالإغراءات.. وحضارة أخرى, تتعاطى مع العالم في إطار الشراكة.. وتقاسم رغيف الخبز, حضارة ليس لها ماض استعماري مثل فرنسا وبريطانيا… ولم تنهب ثروات الشعوب, ولم تمارس القتل والتصفية… على الأقل في روسيا والصين, لن تجد أسود يعاني من التفرقة.. ولن تجد جمهور كرة قدم يرمي بالموز اللاعبين الأفارقة…
نحن مع روسيا ليس لأنها منتصرة, بل لأنها تتحدث باسم الفقراء في هذا العالم وتقاتل باسمهم.. وتفرض إيقاعهم, وتقول للعالم كله.. يكفي سطوة الحضارة الغربية… وتحاول تحرير العقل.
ستنتهي الحرب حتماً, وسيدرك (الأوكرانيون) أنه تم توريطهم في لعبة.. كانت أكبر من يكونوا وقودا لها, سيدركون أيضاً أنهم كانوا حقل تجريب للقوة الروسية الساحقة… لكنهم مع الوقت سيدركون أن فضاءهم هو (اوراسيا)… وأن روسيا هي عمقهم الحقيقي.. وأن الغرب كله كان يكذب عليهم ويسير بهم نحو أتون المحرقة…
لقد فتحت قصة روسيا بوابة بداية النهاية للحضارة والثقافة الغربية… لأن القادم سيكون الصين وهي ستستعيد (تايوان) بالطريقة نفسها, وكوريا الشمالية هي الأخرى… ستشهد فصلاً جديداً من الصراع… النار التي أشعلوها في كل العالم وعلى مدار (50) عاماً, وحرقوا بها الفقراء والشعوب… وحرقوا بها الأحلام والطموحات.. ستكون قريبة من قصر الإليزيه.. ومن داوننغ ستريت.. ومن مبنى المستشارية.. ولا أظنها ستكون بعيدة عن البيت الأبيض, ولا عن مبنى (الكنيست الإسرائيلي)….
في النهاية إذا قدر الله (لزيلينسكي) الرئيس الأوكراني… أن يبقى حياً فستكون إسرائيل منفاه… علهم يتعلمون منه عبرة مفادها:
أن نهايات الحلم اليهودي ستكون التغريب والسبي.. فهو منهم يفكر بطريقتهم ذاتها, ويحب الدم والدمار بشهيتهم ذاتها…”.
*طبيب قلب، منسق ملتقى حوار وعطاء بلا حدود.