طارق صياح حاتم
أربعة وسبعون عاماً من الأسر.. القدس والأقصى غصة المسلمين بذكرى رابعة وسبعين ثقيلةً على قلوب كل المسلمين التي تنزف قلوبهم حزناً على فلسطين، ومسجدها الغالي فتنفطر لهذه الذكرى قلوب المؤمنين وتلهج الألسن والحناجر دعاءً مصحوباً بالدموع متضرعين لله جلّ وعلا أن يعجّل فتح هذه الأرض الطاهرة وتحريرها من رجس الصهاينة الغادرين.
لمحةٌ تاريخية عن القضية:
تاريخ هذه القضية يعرفه كل العالم حافلاً بالمقاومة، لكنه مع التخاذل والتآمر من آخرين، بنهايات القرن التاسع عشر كانت المؤتمرات التأسيسية للحركة الصهيونية في بال وبازل في سويسرا تمهد لهذه الفاجعة المؤلمة برعاية الإنكليز الخائنين والتنسيق مع بعض المتنفذين في العالم الإسلامي شمالاً وجنوباً، ولعل رسائل بعض الملوك التي تضمنت السماح بمنح أرض فلسطين لليهود شاهدةٌ حتى يومنا هذا على الغدر والوهن والتآمر التاريخي على قبلة الإسلام الأولى وعلى مهد المسيح وعلى فلسطين كلها، من قبل بعض الأنظمة التي يعرفها العالم كله ولم تعد تستحي من وصفها بالغدر والخيانة وتسير بلا خجل في ركب اتفاقات خيانية مع هذا الكيان الغاصب المؤقت.
في عام ١٩١٧م أطلق بلفور الإنكليزي وعده المشؤوم بإقامة وطن بديل لليهود في فلسطين وخمس سنوات تلتها تم إخضاع فلسطين لعصبة الأمم عام ١٩٢٢م ووضعها تحت الوصاية الدولية تمهيداً لأبشع جريمةٍ دوليةٍ في التاريخ الحديث.
بدأت وفود المهاجرين اليهود تتوافد إلى فلسطين برعايةٍ إنكليزية في ظل رزوح البلاد العربية للاستعمار الغربي البريطاني والفرنسي والإيطالي وغفلةٍ من العرب الذين خرجوا للتو من ظلم العثمانيين الذين عاثوا فساداً في البلاد. مجموعات الهاغانا وعصابات المتدينين الصهاينة المشبعين بالحقد والمدججين بالسلاح الإنكليزي فعلت كل ما بوسعها لترويع وقتل وإبادة الفلسطينيين وتهجيرهم بكل الوسائل المتاحة بمباركة عالمية للأسف، معتمدين على فكرة ابتدعوها لتصديرها للعام، أن الصهاينة من لمامات الكرة الارضية تدعي أن وطنها الأصلي هو فلسطين وأن الفلسطيني احتل أرضهم منذ آلاف السنين فلا العقل ولا المنطق يقبل هذا الحديث وهناك الكثير من المؤلفات في الشرق والغرب التي بحث فيها المؤرخون عن الحقيقة التاريخية للقضية الفلسطينية وأهلها الكنعانيين الذين سكنوها منذ آلاف السنين. ولسنا هنا بصدد الحقائق التاريخية الثابتة التي أثبتت بالأدلة العلمية التاريخية التي تثبت بلا شك حق أهل فلسطين بها.
الحروب مع الكيان تاريخياً ونتائجها على القضية:
محاولاتٌ عديدة باءت بالفشل أولها جيش الإنقاذ العربي في عام ١٩٤٨ م الذي انتهت عمليته الإنقاذية للأسف بقيام الكيان الغاصب في أيار من عام ١٩٤٨م وتعد ذكرى النكبة من أثقل وأشد الذكريات إيلاماً للأمتين العربية والإسلامية. ظل حلم تحرير فلسطين يراود العرب حتى وصول جمال عبد الناصر إلى حكم مصر الذي حاول توحيد العرب للمواجهة مع الكيان الغاصب وتقرّب من الاتحاد السوفياتي على أمل أن يحصل على التسليح المناسب وأقنع ناصرٌ السوفياتَ بالفعل بدعمه بالسلاح وفعلا في حزيران من ١٩٦٧م بدأ العرب حربهم على الكيان لكن للأسف سوء الإدارة وصفقة السلاح الفاسد والخيانات الداخلية ودعم الغرب أحال الحرب إلى هزيمةٍ نكراء دمرت الشعور والطموح العربي ورسخّت الدعاية الصهيونية بالتفوق العسكري والتكتيكي وخلقت جواً من الخذلان والرضوخ لدى الشباب العربي آنذاك وأضافت للكيان أراضٍي جديدةً من سورية ومصر وهزّت رمزية عبد الناصر الذي رأى فيه العرب بطلاً يوحد الأمة ويعيد الحقوق، لكن هذه الأحلام والآمال سقطت مع حدوث نكسة حزيران كما سماها العرب.
ربما أن عبد الناصر أعطى قضية فلسطين بعداً قومياً عربياً، بينما كانت فلسطين ولا تزال جرح الأمة الإسلامية النازف وهي قضية المسلمين والأحرار في العالم كله من أقصاه إلى أدناه.
جبهة تحرير فلسطين نشأت بين عامي ١٩٦٤ و١٩٦٧ وبدأت نضالها في الشتات بعيداً عن فلسطين الأم وكان اليأس العربي يخيّم على الأنفس والأجواء حتى حرب أكتوبر التي خاضها السوريون بقيادة حافظ الأسد وأنور السادات والتنسيق مع العرب في دول المغرب والخليج والعراق ووصلت القوات العربية إلى سيناء ودمشق ومنها إلى جبهات القتال. وكانت الحرب الأولى التي حملت عنصري التنظيم والمفاجأة حيث بدأت الحرب من الجانب العربي واشتعلت الجبهات ناراً. وأنهار خط بارليف في الجانب المصري ووصل الجيش السوري إلى بحيرة طبرية وكانت الطائرات الإسرائيلية تتساقط كالذباب حتى أسقط للصهاينة أكثر من ٧٤ طائرة في يوم واحد، لكن حدثت الخيانة التي لم يكن العرب ينتظرونها وهي توقف القتال على الجبهة المصرية ودخل الخائن أنور السادات مفاوضات سلامٍ مع الصهاينة انتهت بتوقيع اتفاقية كامب ديفيد بين السادات وغولدمائير برعاية غربيةٍ أميركية وانعكس هذا التخاذل على التركيز على الجبهة السورية حتى توقفت العمليات في خط وقف إطلاق النار وانسحاب الصهاينة من القنيطرة السورية بعد تدميرها وبقي الجولان حبيساً أسيراً شريداً عن سورية التي ما توقفت يوماً عن المطالبة به.
أعادت حرب أكتوبر الثقة للشباب العربي المحبط وحملت الكثير من الحقائق والرسائل الإيجابية أهمها بدء العرب للحرب على غفلةٍ من الصهاينة الذين كانوا منشغلين وغير متوقعين حدوثها، رغم أن الملك حسين الأردني حذر غولدمائير من أن الأسد يريد بدء الحرب. ولقد استخدم العرب نفطهم كسلاح استراتيجي لأول مرة حتى حصلت أزمة وقود خانقة في أوروبا وأميركا وكانت بداية الحرب موحدة، لكن مع خيانة السادات وإسراعه لنسب النصر لشخصه، ورغبة بعض الزعامات العربية بأن تنال صفة البطل المنتصر أمام شعوبها كانت الخشية من حدوث انقسامات وخصومات عربية مما أجبر سورية للإنصات لنداءات وقف إطلاق النار وبهذا بدأت مرحلةٌ جديدة للصراع العربي الإسرائيلي.
شن الصهاينة حربهم على جبهة التحرير الفلسطينية في لبنان وحدثت حروب طاحنة في بيروت في ثمانينيات القرن الماضي انتهت بدحر الأميركان والصهاينة من بيروت وخروج المنظمة من لبنان إلى الدول المجاورة ونشوء حركات المقاومة الإسلامية في لبنان التي حملت لواء العداء لـ”إسرائيل” وراية النضال المسلح ضدها.
خذلان آخر قاده عرابو أوسلو ووادي عربة واتفاقيات ذليلة جديدة واهية وقعها عرفات كانت صدمةً كبيرةً للأمتين العربية والإسلامية ووبالاً على الضفة والقطاع واللاجئين في الشتات بين سورية ولبنان والأردن ودول العالم قاطبة.
حركات المقاومة الإسلامية والعربية ودورها في الصراع الفلسطيني الصهيوني:
من هنا ومن رحم الألم والمعاناة أدرك الشباب الفلسطيني ألا تعويل إلا على السلاح مع عدو غاصب لا يفهم سوى معادلة النار. فبدأت حركات المقاومة الإسلامية بكفاحها المسلح بعملياتٍ نوعيةٍ لضرب الكيان الغاصب واستهدافه والمقاومة الصادقة الشريفة وأثبتت المقاومة قدرتها على صنع النصر فطَردُ المحتل من قطاع غزة وجنوب لبنان وقوافل الشهداء المقاومين أثبتت بالدليل القاطع أن السلام هو سلام إعادة الارض الى اهلها، وأن كل اتفاقيات السلام السابقة ما هي إلا وثائق استسلام واتفاقيات إذعان وصكوك طاعة للمحتل الغاصب. انتفاضات الفلسطينيين على العدو أحرجت الصهاينة أمام الرأي العام الدولي إلا أن الدعم الغربي والأميركي للكيان الغاصب إعلامياً وسياسياً حاول تصوير حجارة الفلسطينيين العزّل على أنها مدافع وصواريخ لكن وقع حجارتهم المباركة على الكيان كان أمضى من وقع المدافع والطائرات وبفضل الله سبحانه وتعالى وبعض الشرفاء في العالم الإسلامي، ونذكر هنا سورية وإيران، تمكنت حركات المقاومة الإسلامية من امتلاك الأسلحة التي ما انقطعت قوافلها المباركة تصل من دمشق قلب المقاومة النابض وطهران عمودها الفقري لمقاومة قررت إعداد أبطالٍ مقاومين مؤمنين يعرفون استخدام السلاح المتطور وصناعته. وأعلنت الدولتان الجمهورية الإسلامية والجمهورية العربية السورية بدعمهما المباشر مما خلق معادلة ردعٍ وتوازنٍ كسرت هيبة الكيان ومرغت أنفه في التراب في حرب تموز الخالدة في قلب كل شريف في العالم وانتصارات غزة المتتالية وصواريخها المباركة التي دكت شبكة العنكبوت وحولت مقلاع داود والقبة الحديدية إلى غربال بعون الله وإيمان المقاومين. لم تقتصر المقاومة فقط على حمل السلاح بل تعدتها إلى النضال الفكري والثقافي والأدبي والسياسي الفلسطيني والعربي والإسلامي وقوافل من الشهداء قادة للمقاومة وشباب مؤمن من كل الجهات المقاومة، ولا تزال مستمرةً حتى اليوم في غزة والضفة وجنين، ولا ننسى العشرات من الأدباء والنقاد والشعراء والكتاب الذين حملوا الأدب الملتزم بالقضية على كاهلهم وعاتقهم وأوجعت المحتل كلماتهم وكانت تربي أجيالاً بقولها فيعمل العدو لاغتيال القلم والصوت المقاوم. لقد ولّى بفضل الله زمن الهزائم والقادم من الانتصارات والأجيال يثبت قرب زوال هذا الكيان الغاصب ونهايته المحتومة التي نؤمن بها إيماناً مطلقاً ويعرفها الصهاينة جيداً.
دول محور المقاومة دورها وحربها مع الكيان والمحاولات المتكرّرة لضربها:
حاول الغرب والأميركان ضرب المقاومة وتشويه سمعتها من خلال بعض الدول الإقليمية التي نجحت باستمالة حركات ومحاولات تلميعها سياسياً وتقريبها من “إسرائيل” وتقدمت المفاوضات كثيراً، لكن كانت صحوة المقاومة أوعى من الوقوع في ما وقعت به سابقاتها ولعقيدتها الراسخة بفضل ايران وأنه لا سلام إلا بالالتزام بالحقوق وإعادتها وإيقاف حركة الاستيطان ووقف العدوان وأن المقاومة هي الخيار الأصح والأمضى لإعادة الحقوق لأن لغة القوة هي اللغة الوحيدة التي تفهمها عصابات الكيان الصهيوني الغاشم. لقد دفعت دول محور المقاومة الكثير في سبيل فلسطين دماً ومالاً وعزلة وعانت من ضغوط لا نزال نشهدها حتى يومنا هذا ويشهد عليها كل أحرار العالم.
إيران التي ومع قيام ثورتها الإسلامية بقيادة الإمام الخميني الراحل دعمت حكوماتها وشعبها حق الشعب الفلسطيني المظلوم باستعادة حقهم وأرضهم وبدؤوا مبكراً التنسيق مع الشرفاء في العالمين العربي والإسلامي لدعم القضية الفلسطينية وقدمت الغالي والنفيس في خدمة القضية الفلسطينية ورعت ودعمت الحركات المقاومة بالمال والسلاح بكل فخر واعتزاز بلا خوف ولا وجل من التهديدات الغربية والعقوبات التي ترزح تحت وطأتها الجمهوريةُ اليوم. حصار خانق وعقوبات اقتصادية واتهامات بالجملة وتحريض عربيّ ودولي وتشويه صورة الجمهورية في العالم وخلق صورة إرهابية مرعبة في نفوس بعض دول المنطقة لضمان الهيمنة عليها وفقط خدمة للكيان الصهيوني الغاصب. سورية ولبنان رأس الحربة وعصاها في صدر الصهيوني الغاصب دفعت هي الأخرى ثمناً باهظاً من الدماء لقاء عدائها للكيان الصهيوني. ففي سورية تم إشعال حرب لا تبقي ولا تذر تدور رحاها منذ أحد عشر عاماً أهلكت الحرث والنسل وسلبت سورية ألقها وقدراتها وشبابها وتبعتها حربٌ اقتصاديةٌ ضروس سلبت السوريين حتى لقمة خبزهم واعترافات قادة الصهاينة مثل أولمرت ونتنياهو والكتب التي ألفها بعض الدبلوماسيين الغربيين تثبت أن من أهم الأسباب في حدوث الحرب السورية هو عدم رضوخ سورية للسلام بين عامي ٢٠٠٨م و٢٠١٢م رغم وصولها لنقاط متقدمة. وها هي سورية التي خرجت منتصرة على الإرهاب في الميدان تعاني اليوم ثاني أشد عقوباتٍ اقتصادية جائرة تمنع الشعب من الحصول على خبزه ومياهه بل وتحرمه نور الكهرباء وحليب الأطفال ودواء المرضى وكل العالم يرى ويسمع ويعرف أن كل هذا كرمى لعيني الصهاينة الأعداء. وما حال لبنان بأفضل مما تعانيه سورية اليوم سياسياً واقتصادياً وشعبها المظلوم يعاني وأشقاءه في سورية الجوع والخذلان وانفلاتاً سياسياً مخزياً وكل هذا بمباركة أميركيةٍ صهيونية.
المؤامرات الصهيوأميركية على القضية الفلسطينية وشعبها ومقاومتها وداعميها:
أن فشلت الأنظمة العربية، في ايجاد حلّ أو تحقيق نصر، اذ تآمرت مع الأميركان والصهاينة على قضية فلسطين فحاولوا للأسف جلب عناوين لماعة لإلهاء العالم عن النشاط الاستيطاني المتسارع وحركة العمران الصهيونية التي تقضم أراضٍي عربيةً من الضفة والأراضي العربية في القدس وكانوا يتسلون لأكثر من ٣٠ عاماً في مفاوضات عبثية ذليلة بغيضة حتى ظهور مشاريع حل الدولتين ثم الشرق الأوسط الكبير الذي يضم (إسرائيل).
وبعدها تسارعت المشاريع لتصل لصفقة القرن واعتراف ترامب الوقح بأن القدس عاصمة للكيان وافتتاح سفارة بلاده فيها بمباركةٍ عربية مؤسفة ومذلة ومخزية دون أن يتحرك للعالم الحر شعرة في أخطر انتهاك للأعراف الدولية عرفته البشرية المتحضِّرة حتى يومنا هذا وآخرها قطار التطبيع والتطبيل الذي تقوده الإمارات ويلتحق به يوماً بعد يوم الخانعون الصاغرون الأذلاء كمحميات الخليج البريطانية، وحكومة المغرب كما حكومة السودان وحكومة مصر، ومعهم في الخفاء السعودية وتركية.
ولعل ما شهدته عدسات الكاميرات في أنقرة من استقبال ملوكي لرئيس الكيان ومأدبة العشاء الحميمة في ضيافة من كان بالأمس القريب يعشقه الفلسطينيون ويرون فيه نصير القضية والمسلمين وحامل لواء الفتح لكن الأقنعة تسقط يوماً بعد يوم.
ومن الطرافة ما يتم طرحه في سبيل تشويه سمعة المقاومة الإسلامية كحماس والجهاد وحزب الله واتهامهم بالاستغلال تارةً والتبعيةِ تارةً وتنفيذ الأجندات الإيرانية تارة أخرى واتهام إيران بتقسيم العالم العربي وأن دعمها لفلسطين هو مجرد كلام عابر مع ريحٍ عاتية بينما يشهد المقدسيون وأهل غزة الكرام ومقاومو الجنوب فضل كل من إيران وسورية ومحور المقاومة في استمرار النضال وخلق التوازن الاستراتيجي بين المقاومة والكيان حتى لم يعد الكيان يجرؤ على إطلاق طلقةٍ واحدة على بقعة صغيرة في فلسطين وهي قطاع الشموخ الأشم في غزة.
تحملت دول المحور وأهمها إيران الكثير داخلياً وخارجياَ في سبيل القضية الفلسطينية لا منّةً ولا تفضلاً بل التزام شرعي وأخلاقيّ بينما لم يقدم العالم طلقةً واحدة للفلسطينيين بينما كانت المنح العربية لغزة لإعادة إعمار ما تدمره إسرائيل فقط.
اليوم ينشأ تيار تطبيعي تقوده استخباراتٌ وأنظمة عربية بتوجيه أميركي تحاول أولاً شيطنة المقاومة ونبذها وسلخها من حاضنتها. وهذا ما يشهده لبنان والعراق من نشاط إلكتروني في وسائل التواصل الاجتماعي وتمييع للقضية وشيطنة للمقاومة وتصوير أن المقاومة لم تحقق شيئاً للفلسطينيين وإنما تعطي ذريعة للصهاينة لقصف الفلسطينيين الضعفاء المساكين وترسيخ صورة أن الفلسطينيين ضعفاء أقلاء لا يمكن لهم مقاومة المخرز الصهيوني المتغطرس القوي المقتدر وبدؤوا بث سموم افكارهم هذه في عقول الشباب بشتى الوسائل حتى صار الشباب العرب يقارنون بين حال عرب الكيان وحال العرب في سورية والعراق ولبنان والقطاع والذين يقتلهم الجوع والقهر والفقر وينعم فلسطينيو الداخل بالنعم كافة. وأن قادة المحور جزارون وبائعو كلام وسيوفهم مسلطة على رقاب شعوبهم بذريعة فلسطين، لكن لقد كسر هذا المحور الصهاينة في أكثر من موقعة فمن نسي تحرير الجنوب في أيار عام ٢٠٠٠م ودحر الصهاينة ومقابر الميركافا في تموز ٢٠٠٦م والهزائم المتكررة على أسوار غزة فهو واهمٌ ومريض ومنفصل عن الواقع والحقائق لا تخفيها مكياجات الكاميرات وفلسفة دعاة التطبيع السفلة الخائنين وأما خيار المفاوضات والسلام الكاذب فلقد رأينا آثاره بعد كامب ديفيد وأوسلو ووادي عربة وغيرها وهذه الضفة ومستوطناتها وذلها يشهد على أن المفاوضات ليست سوى مضيعةٍ للوقت وإلهاء للعالم النائم والأمة الإسلامية وأما الحقيقة الراسخة التي لا حياد عنها والواضحة وضوح الشمس أن المقاومة هي السبيل الوحيد للخلاص والمشاهد التي رآها العالم في الأمس القريب من تراجع صف العسكر الصهيوني أمام صف من مشاة الشعب الفلسطيني المقدسي البطل تثبت ذلك بالدليل القاطع وأما حرية الأقصى وتحرير فلسطين فحتميّ لا حياد عنه سنعلمه لأبنائنا وأننا في العراق وسورية وإيران ولبنان وفلسطين وكل أحرار العالم الإسلامي مشاريع شهادة حتى دحر الغاصبين والأيام بيننا أيها المتخاذلون.
وسيظل يوم القدس يوماً للحرية وعنواناً لمقاومة الصهاينة وتجديداً للعهد مع الله نعقده كل رمضان حتى رمضان النصر المقبل.