مصطفى عبد الحسين*
المشكلة أن الديمقراطية باتت كالوصفة التي تعطي دواء لا ينجح مع أمراض المجتمعات البشرية، ففي الانظمة الرأسمالية حيث يبلغ التوحش أقصى مدياته، وإن غلف بطنين وتسويق صدع رؤوسنا حيث تعيش الطبقات الفقيرة والعاطلون على فتاتها، وبتفاوت طبقي مخز.
وفي تجارب العالم الثالث حاول الغرب تصدير نموذجه الرأسمالي بليبرالية جديدة لم تحسب للعامل الطبقي وتوفير الخبز للجياع اي حساب، والأنكى أنها في تجربة العراق صاغت نظاما تحاصصيا بما يخالف قيم الديمقراطية الليبرالية التي لا تحسب للطوائف والإثنيات حسبة السلطة قدر الحديث عن حقوقها في ممارسة طقوسها وثقافتها بعيدا عن قيادة تلك السلطة، الا العراق المستباح دوما لتجارب الغرب، كما جربته في حروب النيابة التي أنهكت طاقاته وجعلته نهبا للتخلف وللقيم الإجتماعية الرديئة.
فإما التحاصص، أو الضياع بسبب عدم بلوغ النضوج لتقبل نظام ديمقراطي حقيقي.
لكن تبقى العقدة الطبقية وإشباع حاجات الشعب العامل المادية والروحية عبئا ثقيلا أمام التطبيق الديمقراطي حتى بافتراض مغادرة ساحة المحاصصة.
*مستشار سابق في وكالة الطاقة الدولية/العراق
موقع حرمون