د. طلال حمود*
*اولاً صياماً مقبولاً ان شاء الله وشهراً مباركاً وارجو المسامحة ولا تنسوني من الدعاء في هذه الأيام المباركة وهي العشر الأواخر من شهر رمضان وخاصة في ليالي القدر.
“ﺣﻴﻨﻤﺎ ﻳﻜﻮﻥ ﺍاﺣﺘﻴﺎﻁ ﻣﺒﺎﻟﻐﺎً ﻓﻴﻪ ﻭﺍﻟﻜﻼﻡ ﻋﻦﺍﻟﻔﻀﻴﻠﺔ ﻣﺒﺎﻟﻐﺎً ﺑﻪ ﻓﺎﻋﻠﻢ ﺃﻧﻪ ﺗﻐﻄﻴﺔ ﻟﺠﺮﻡ ما وانه من اكبر فصول الكذب والنفاق والاستخفاف بعقول الناس وذكائها؟!…”.
ﺩﺧﻞ ﺍﻟﺰﻭﺝ ﻓﻮﺟﺪ ﺯﻭﺟﺘﻪ ﺗﺒﻜﻲ ﻓﺴﺄﻟﻬﺎ ﻋﻦ ﺍﻟﺴﺒﺐ ﻓﻘﺎﻟﺖ:
إﻥ ﺍﻟﻌﺼﺎﻓﻴﺮ ﺍﻟﺘﻲ ﻓﻮﻕ ﺷﺠﺮﺓ ﺑﻴﺘﻨﺎ ﺗﻨﻈﺮ إﻟﻲّ ﺣﻴﻨﻤﺎ ﺃﻛﻮﻥ
ﺪﻭﻥ ملابس ﻭﻫﺬﺍ ﻗﺪ ﻳﻜﻮﻥ ﻓﻴﻪ ﻣﻌﺼﻴﺔً ﻟﻠﻪ؟
ﻓﻘﺒﻠﻬﺎ ﺍﻟﺰﻭﺝ ﺑﻴﻦ ﻋﻴﻨﻴﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﻋﻔﺘﻬﺎ ﻭﺧﻮﻓﻬﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﻠﻪ
ﻭﺃﺣﻀﺮ ﻓﺄﺱاً ﻭﻗﻄﻊ ﺍﻟﺸﺠﺮﺓ .
ﺑﻌﺪ ﺃﺳﺒﻮﻉ ﻋﺎﺩ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﻣﺒﻜﺮﺍً ﻓﻮﺟﺪ ﺯﻭﺟﺘﻪ ﻧﺎﺋﻤﺔ
في أحضان ﻋﺸﻴﻘﻬﺎ!
(ﻟﻢ ﻳﻔﻌﻞ ﺷﻴﺊاً ﺳﻮﻯ ﺃﻧﻪ أﺧﺬ ﻣﺎ ﻳﺤﺘﺎﺟﻪ وترك ﺍﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ﻛﻠﻬﺎ).
ﻓﻮﺻﻞ ﺇﻟﻰ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﺑﻌﻴﺪﺓ، حينها وجد ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻳﺠﺘﻤﻌﻮﻥ ﻗﺮﺏ ﻗﺼﺮ ﺍﻟﻤﻠﻚ فأراد ان يعرف سبب تجمهر الناس قرب القصر فسأل ﻋﻦ ﺍﻟﺴﺒﺐ ﻗﺎﻟﻮﺍ: ﺧﺰﻳﻨﺔ ﺍﻟﻤﻠﻚ ﻗﺪ ﺳُﺮﻗﺖ .
ﻓﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﺛﻨﺎﺀ ﻣﺮّ ﺭﺟﻞ ﻳﺴﻴﺮ ﻋﻠﻰ ﺃﻃﺮﺍﻑ ﺃﺻﺎﺑﻌﻪ.
ﻓﺴﺄﻝ ﻣﻦ ﻫﺬﺍ؟!! ﻗﺎﻟﻮﺍ ﻫﻮ ﺷﻴﺦ ﺍﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ﻭﻳﻤﺸﻲ ﻋﻠﻰ ﺃﻃﺮﺍﻑ
ﺃﺻﺎﺑﻌﻪ ﺧﻮﻓﺎً ﺃﻥ ﻳﺪﻋﺲ ﻧﻤﻠﺔ ﻓﻴﻌﺼى ﺍﻟﻠﻪ!
ﻓﻘﺎﻝ ﺍﻟﺮﺟﻞ واﻟﻠﻪ ﻟﻘﺪ ﻭﺟﺪﺕ ﺍﻟﺴﺎﺭﻕ ﺃﺭﺳﻠﻮﻧﻲ ﻟﻠﻤﻠﻚ.
فَلَمَّا وصل الى حضرة الملك قال له: إﻥ شيخ المدينة ﻫﻮ ﻣَﻦ ﺳﺮﻕ ﺧﺰﻳﻨﺘﻚ.. ﻭإﻥ ﻛﻨﺖ ﻣﺪﻋﻴﺎً ﻓﺎﻗﻄﻊ ﺭﺃﺳﻲ.
ﻓﺄﺣﻀﺮ ﺍﻟﺠﻨﻮﺩ شيخ المدينة ﻭﺑﻌﺪ ﺍﻟﺘﺤﻘﻴﻖ ﺍﻋﺘﺮﻑ الأخير ﺑﺎﻟﺴﺮﻗﺔ!
ﻓﻘﺎﻝ ﺍﻟﻤﻠﻚ ﻟﻠﺮﺟﻞ ﻛﻴﻒ ﻋﺮﻓﺖ ﺃﻧﻪ ﺍﻟﺴﺎﺭﻕ؟!!
ﻗﺎﻝ ﺍﻟﺮﺟﻞ:
“ﺣﻴﻨﻤﺎ ﻳﻜﻮﻥ ﺍلاﺣﺘﻴﺎﻁ ﻣﺒﺎﻟﻐﺎً ﻓﻴﻪ ﻭﺍﻟﻜﻼﻡ ﻋﻦ
ﺍﻟﻔﻀﻴﻠﺔ ﻣﺒﺎﻟﻐﺎً ﺑﻪ ﻓﺎﻋﻠﻢ ﺃﻧﻪ ﺗﻐﻄﻴﺔ ﻟﺠﺮﻡ ما..”.
وهذا هو ديدن معظم الساسة وزعماء الأحزاب والميليشيات وبعض رجال الدين والإعلاميين والقضاة وغيرهم وغيرهم في لبنان ومعظم بلادنا العربية؟!
وأنت ترى أشكالهم يحاضرون يومياً في الطهارة والعفّة وفي حماية حقوق الفقراء والمحرومين والمستضعفين والمقهورين فتحسبهم من الأولياء الصالحين؟! خاصة عندما تسمع أيضاً تصريحاتهم وبياناتهم عن الأوضاع المعيشية والاجتماعية والاقتصادية والانهيار الكبير الذي أوصلونا إليه بفضل سرقاتهم ونهبهم ومدّهم الأيدي هم والزوجات والأبناء والأصهرة وكل الأقارب على اموال الخزينة واموال المودعين طيلة اكثر من ٣٠ سنة!؟
ثم يأتون ليحاضروا لنا عن قدس الأقداس وحقوق الناس والإنماء والإعمار والإصلاح ومكافحة الفساد ويتقدمون ببعض المقترحات ومشاريع القوانين للتمويه والتورية ولحرف الرأي العام عن الوصول الى الحقيقة وما الى ذلك؟!
يا أخي حلّوا عن ظهورنا قليلاً وكفى كذباً ونفاقاً منذ زمن طويل؟! الم يحن الوقت لتستحوا قليلاً ولكي تشاهدوا انفسكم في المرآة ولتعترفوا بماذا فعلتم بالوطن وأهله وكي تخرسوا قليلاً وتكتفوا فقط بالانسحاب من المشهد السياسي الى الأبد، لأنكم انتم واسيادكم اساس كل وهن وعلّة ومرض وفساد ودمار وانهيار أصاب هذا الوطن؟!
استحوا بقى وكفى كذبا ونفاقا؟!
*منسق ملتقى حوار وعطاء بلا حدود-جمعية ودائعنا حقنا.
#جمعية_ودائعنا_حقنا، #موقع_حرمون، #طلال_حمود، #الانتخابات، #لبنان.