هاني سليمان الحلبي**
لم تغب عن بؤبؤ عيني رغم أني لم أرها بعد العام 2004، عندما كانت أيقونة ذهبيّة على مقعد الدراسة في الصف السابع الأساسي في المدرسة اللبنانيّة الكنديّة.
تلميذة هادئة جداً تنكبّ على واجباتها بهدوء وصبر وثبات، تكاد تسمع دقات قلبها تنساب بهدوء منذ انفجار بيغ بين إلى ما شاءت فيزياء الأرواح من وجود وحضور.
شعر قصير مجدول. عينان عسليتان تشعان بهاء وفطنة. وجه باسم كلما ادلهّمت الظروف حولها يشي إليك أنه هنا باق بالاهتمام كله. قميص ذهبيّ يزيدها إشعاعاً وإضاءة..
***
كنتُ إلى أيام خلت على مشارف قرار أن أقاطع ما يُسمّى الانتخابات، عفواً الصحيح انتهابات، آلية نهب متبادلة بين مرشحين ناهبين ومنهوبين، حيث لم يتبلور اتجاه واعد يرجّح التغيير. تغيير ينقذ لبنان من الاحتلال الغاشم المريع الذي يتعرّض له. سلطة فاسدة بسياسييها وملوك طوائفها وشيوخ دينها وديدنها تحتلّه من رأس الناقورة جنوباً إلى العريضة شمالاً.. وهي ليست سوى مناسبة ليجدّد الوحش السياسيّ الطائفيّ المصرفيّ القضائيّ المتغوّل علينا دمَه ومصلَه القاتل.
***
ومع فساد ما يُسمّى معارضة تتناقص مساحة الإقفال لتضيق الخيارات كلها، بخاصة أنّي لستُ مقتنعاً أن أكون مرشحاً لمؤسسة لبنانيّة بعد تجربتي مع بلدية راشيا بين أعوام 1998-2000. فنظام الاقتراع أو التصويت المتّهم زرواً بالديمقراطية والمعتمد على الأكثرية المطلقة هو تسويغ للعمى ومبرّر لسيطرة الجهلاء في كل مؤسسة رسمية او أهلية ليغلّوا أيدي العقلاء وخططهم وأصحاب الرؤيا لإبطالها.
***
لكن بعد ترشُّح الدكتورة ماغي عارف مهنا، تحسستُ واجبي كمناضل على مشارف تقاعد المهمات، كمواطن لم تُحبطْه قطعان الظلام الطائفيّ والحزبيّ الفنّانة بالانقسام والفرقة والاستعباد، لكن هذه القطعان عطّلت وعقّمت كل فرصة تقدم وإنقاذ في كل مجال من مجالاتنا العامة. تحسستُ واجبي لأحثّ الخطى كي لا يتم اغتيال براعم الشباب اليانعة المتطوّعة لقتال الغول الفاسد. كي لا يسحقها تحت أقدامه، حيناً باسم سيادة الأرض المتهتّكة وحيناً آخر باسم شرف السماء.
***
أن تنطلق لائحة “#قادرين.. نخلّي الأزمة فرصة” في كل لبنان، بنسق واحد، دون ذكر المقاعد الطائفيّة، ببرنامج متكامل يجدر نقاشه ونشره وتطويره وتأصيله باستمرار لتصبح القدرة قادرة في كل لبنان..
أن يحدّد البرنامج مواضع الخلل في ما يسمى اللانظام اللبنانيّ وأن يطلق آلية التصحيح ويدرس الأزمات الاقتصادية والسياسية والاجتماعية والنفسية..
وأن يقترح الحلول لعلاجها، لتماسك النظام بعد إصلاحه بالدولة المدنية، كفّ أيدي رجال الدين عن حَرْف السياسة عن نبل مقاصدها العامة، وكفّ أيدي رجال السياسة الطائفيين الفاسدين عن استقطاع شعبهم بقدرة القضاء على الحساب، وقدرة الشعب الحر السيّد على الثورة ورفض طغيانهم المتسلسل قتلاً وتجويعاً واحتراباً باللبنانيين وعليهم.
***
أن يجرؤ برنامج #قادرين على تعيين قواعد توازن لبنان الدولي والإقليمي والعربي، لبنان الكيان المتهالك الذي أعلن الحرب على روسيا، إن كنتم تذكرون، كما أعلنها على دول المحور مجتمعة إبان الحرب العالمية الثانية..
أن يجرؤ برنامج #قادرين على كسر شيطنة العلاقة مع سورية التي تمّ تصويرها جائحة وسبب هلاكنا كلنا ويجب التبرؤ منها والهروب منها إلى حضن الشقيقة “إسرائيل” وحلفائها ورعاتها الدوليين والإقليميين والعرب المطبّعين المستسلمين، الذين يقودون العالم إلى حرب إبادة في قاراته كلها من فلسطين فلبنان، إلى أفغانستان، إلى الشيشان، إلى العراق، إلى ليبيا، إلى جورجيا، إلى كازاخستان، إلى أوكرانيا وبعدها فنلندة او بولندة او غيرهما.
أن يجرؤ برنامج #قادرين على مقارعة النظام التحاصصي الطائفي السياسي المصرفي..
يعني أن البوصلة صحيحة والاتجاه بنّاء والإصلاح إمكانيّة متوفرة إن وعت الأكثرية الكافية من الشعب اللبنانيّ وبلورت وعياً انتخاباً لنخبة الشباب الفاعل المتخصص الواعي النشيط المؤمن بحقه وحق بلده بالحياة الحرة.
أن تتخبوا الشباب وفق برنامج #قادرين تنتخبون مستقبل أبنائكم وأحفادكم ليؤمنوا بلبنان حر سيد مستقل، لكل منهم، من دون تفاوت وطائفي او طبقي او مذهبي، وكل من هو مؤهل لأن يقوده إلى المجد، فلا داعي لفحص دم ماروني او سني أو شيعي أو درزي او ارثوذكسيّ.. ولا داعي لأن يكون أن ابن بيت سياسيّ من عهود بني عثمان الظلامية او طوّبه الانتداب الفرنسي الإنكليزي مخبراً وبوقاً لدعاوته إلى الأبد..
للمزيد:
*ماغي عارف مهنا بسطور
- شابة لبنانية مفخرة ولدت في راشيا الوادي وسط أسرة مناضلة تعرف كيف تطوّع الظروف لتسمو ترتقي.
- درست هندسة اتصالات ومعلوماتيّة وفي الوقت نفسه درس إدارة الأعمال في الجامعة اللبنانيّة.
- ثم سافرت إلى فرنسا لتتابع تحصيلها العلمي في مرتبة الماسترز في مجال الطاقة المتجددة في Ecole Polytechnique في فرنسا.
- ثم أنهت درجة الدكتوراه في نظرية المعلومات والذكاء الاصطناعيّ.
- وساهمت طيلة 4 سنوات مع شركة Renault الفرنسية في تطوير تطبيقات برامج الذكاء الاصطناعي للسيارات.
- وحالياً من الأدمغة التي تطور التكنولوجيا الرقمية مع Microsoft في مجال برامج الذكاء الاصطناعيّ
**ناشر موقع حرمون وكاتب وإعلامي لبناني.