مصطفى عبد الحسين*
(ينبغي التمييز بين من دخل ميدان الفكر، بل حتى معارضة النظام الحاكم من موقعه الفكري غير التنظيمي، وإن دعى إلى تنظيم الحركة القومية عبر احزاب وقوى فاعلة كالدكتور سيف الدولة، وثمة من بقوا أمناء عند التنظير دون العمل الحركي، لكن عفلق كان سياسيا ودخل اللعبة وانشقاقاتها ودهاليزها وكذلك البعثي سعدون حمادي الذي خدم حاكم بغداد صدام لآخر أيامه. لذلك لوثتهما تلك اللعنة وتداعياتها، ومن يرجع إلى محاضر جلسات الوحدة الثلاثية عام 1963 يجد عفلق مغرق في تسطيح فكري ونقص معرفي شديد أمام تدفق فكري لزعيم بمستوى ناصر.
أما ساطع الحصري فللأسف تجربته التربوية والتعليمية في العراق أفقدته بعض حياده القومي بإجراءات طائفية معروفة.
وماذا عن تنظيرات محمد عمارة حينما كان قومي الفكر معتزلي المذهب؟ قبل تعلقه بسلفية مفاجئة ختم بها فكره.
وما هو الرأي حول عظيم مثل عبدالوهاب المسيري الذي لا نكاد نفصل هويته العربية عن عقيدته الإسلامية.
كذلك لا تنسوا عبدالله الريماوي وفؤاد الركابي خصوصا بعد طلاق الأخير مع البعث حين وقع عفلق وصلاح البيطار والحوراني وثيقة الإنفصال وتفكيك الجمهورية العربية المتحدة عام 1961 بما قصم ظهر البعث ليغادره القوميون الحقيقيون إلى ميدان (الناصرية) الرحب).
*مستشار سابق في وكالة الطاقة الدولية/العراق
موقع حرمون