حلّ عيد القيامة، حسب المتّبعين التقويم الغربي، الأحد الماضي، وتابعوا الاحتفالات المعتادة به في الكنائس والأديرة. ورغم الظروف الشديدة القسوة على شعبنا، فإنه مثل فسحة من الضوء للنفوس والبهجة في القلوب والثقة بأن القيامة ممكنة متى وعينا وتوحّدنا بمصلحتنا العامة وعزمنا أن نكون شعبنا جديراً بالحياة.
للذين احتفلوا بعيد القيامة، وفق التقويم الغربي، وللذين سيحتلفون بعيد القيامة وفق التقويم الشرقي، تتوجه إليكم إدارة موقع حرمون بأحرّ التهنئة، راجية أن تكون قيامتنا قريبة من موت الوحدة إلى وحدة الحياة والاتجاه القومي الواحد، من عدم التفرقة والتخبط والفوضى والفساد إلى حضور التماسك واليقين والنهضة التي وحدها تستطيع أن تغير، ولكن إلى الأفضل والأجود في حياتنا.
ونحن عبر كل تاريخنا الجلي نؤمن بالقيامة لا بالفصح (البيسايح) العيد الخرافيّ لخروج خرافيّ لليهود، والذين تمّ رفض قصتهم من علماء يهود مختصّين بالأركيولوجية والتاريخ أمثال زئيف هرتزوغ وإسرائيل فلنكشتاين.
نعم، نحن نؤمن بالقيامة لا بإيستر ولا بإستير.
فالأولى للأنجلو جرمان وهي الاسم القديم لشهر أيّار ولا تمتنا بهم صلة.
والثانية هي إستير زوجة الفارسي التوراتيّة والدة قوروش أهم قائد فارسي في التاريخ القديم!!!
لكن هذه الإيستر ليست عشتار البتول!!!
في كل أرجاء الهلال الخصيب، كان دور المرأة دوماً دوراً أساسياً إلى حد المشاركة بالألوهية، فلسنا كاليهود الذين يصبغون الدين بالذكورة البحتة…
فالسيّدة السماويّة (اينانا) السومريّة هي التي تجعل سيد الخصوبة (دموزي) يقوم من الموت لتعود معه الخصوبة إلى الطبيعة.
ونلاحظ أن السيدة السماوية البابلية (عشتار) تفعل الشيء نفسه مع (تموز).
وكذلك (عنات) الكنعانية تبعث البعل من الموت. و(أفروديت) أو في ما بعد فينوس تبعث أدون/يس السوري من الموت.
ثم نلاحظ وليس الأمر من باب الصدفة بل هو استمرار لتاريخنا، أن المسيح ينشأ في مياه رحم (مريم) واسمها يعني سيّدة المياه الكبرى (مار- يم).
وأن مريم المجدلية الفلسطينية الكنعانية كانت أول من رأى قيام المسيح السوري من الموت، فكأنها هي التي حاربت الموت لتبعث المسيح حياً من جديد.
كذلك تفعل السيدة (هيفا) السورية الحثيّة مع الرب السوري الحثي (تيشوب).
حتى لو رجعنا إلى حكايات التوراة المقتبس أكثرها من الأدب السوري القديم فسوف نلاحظ أن حواء (المرأة) هي التي جعلت آدم يأكل من تفاحة المعرفة فيصير إنساناً عارفاً ويطرح عنه الجهل، لدرجة أن يهوه نفسه في القصة التوراتية يخاف منه. ويقول هذه العبارة المثيرة للانتباه: (ها هو آدم قد صار كواحد منا نحن الآلهة، فيطرده مع حواء من الجنة).
ونذكر هنا أن المرأة في ملحمة جلجامش هي التي جعلت (إنكيدو) يتحوّل من وحش إلى إنسان متمدن ويعرف الحضارة في مملكة/أوروك في العراق القديم.
نعم نحن السوريين نؤمن بعيد قيامة المسيح السوري المتجدّد لأن فيه يحتفل الناس بذكرى قيامة المسيح من الموت وبعثهِ مجدداً إلى الحياة، مثله في ذلك مثل أسلافه السوريين القدامى من دموزي في العهد السومري، إلى تموز في العهد البابلي، إلى البعل حدد في العهد الكنعاني، إلى تيشوب أو تلفينو في العهد الحثي، إلى أدونيس الفينيقي، إلى رمون في العهد الآرامي، باعتبار أنهم مخلوقات الله وعليهم أن يعودوا إليه، وخصوبة الحقول وتجدّد الطبيعة ووفرة المحاصيل في فصل الربيع كانت بمثابة تلك العودة إلى الجنة السماوية… وكانوا يبكون وينوحون عليه بعد موته. وجميعنا يعرف مأساة عشتار (آراممو آراممو أي حال صار فيك) وحتى اليوم فإننا نحزن ونبكي رمزياً في (الجمعة العظيمة أو الحزينة) ثم نبتهج بقيامته نهار العيد.
وأخيراً وليس آخراً في الهيكل يخطب إيل بالحضور ويعلن أن البعل سيتوّج على العرش، ويذكر للجمهور أن من بين الحضور ضيوفاً أشرافاً أمثال (رفأ – بعل) و(حيلي) ويشكرهما على طقس مسح رأس البعل بزيت الزيتون.
نعم المسيح قام!!!
فكلمة مسيح هي كلمة سورية الأصل من فعل (مسح) لأن السوريين القدماء في كل أرجاء الهلال السوري الخصيب كانوا يمسحون رؤوس ملوكهم بزيت الزيتون كعلامة مباركة وبركة فيصير الملك الممسوح بالزيت أو المسيح بالزيت.
للاستزادة من:
* مقالات للبروفيسور زائيف هرتسوغ
صحيفة هاآرتس 1999/10/30
واسرائيل فلنكشتاين .
#موقع_حرمون، #المسيح، #مدينة_اوروك، #جلجامش، #عنات، #عشتار، #دوموزي، #سومر، #آرام، #التوراة