محمد خواجوئي الأخبار
على رغم ما أحدثته مطالبة موسكو، قبل يومين، بضمانات أميركية قبل إعادة العمل بالاتفاق النووي، من إرباك في المشهد المتصل بمحادثات فيينا، خصوصاً في ظلّ الحديث عن مطالب صينية مماثلة، إلّا أن التفاؤل بإمكانية إحياء «خطة العمل المشتركة الشاملة»، لم يخْبُ. ولعلّ ممّا أسهم في إبقاء هذا التفاؤل مرتفعاً، هو توصّل إيران و«الوكالة الذرية» إلى خريطة طريق لمعالجة خلافاتهما، ما من شأنه إزاحة عقبة من طريق المفاوضات
لا تزال بعض المصادر المقرّبة من السلطة في إيران متشائمة إزاء ما يجري في فيينا
في غضون ذلك، اتفقت إيران و»الوكالة الدولية للطاقة الذرية»، خلال زيارة المدير العام للوكالة، رافاييل غروسي، لطهران أول من أمس، على وضع خارطة طريق لتسوية الخلافات العالقة. وتأسيساً على البيان المشترك الصادر عن الطرفين، فإن طهران «مكلّفة بتقديم إيضاحات على تساؤلات الوكالة، قبل 20 آذار 2022 كحدّ أقصى». وأشار البيان إلى أن «هذه الأسئلة تغطّي المواضيع المتّصلة بثلاثة مواقع لم تتطرّق إليها إيران سابقاً». وستقوم «الوكالة الدولية»، بعد أسبوعين من تلقّيها هذه الإيضاحات، بدراسة الأجوبة الإيرانية، وإعادة إرسال أسئلة بشأنها إلى «مؤسسة الطاقة الذرية الإيرانية»، على أن يعمد غروسي، في خاتمة المطاف، إلى تقديم استنتاجاته إلى مجلس محافظي «الوكالة الدولية» في حزيران المقبل. وكانت تقارير أفادت بأن مفتشي الوكالة حدّدوا أربعة مواقع «مشتبه فيها» في إيران، أحدها في تورقوز أباد في ضواحي طهران. لكنّ البيان المشترك لم يشِر إلى تلك المواقع، الأمر الذي يشي بأن الطرفين قد يكونان توصّلا إلى اتفاق حول إحدى القضايا التي تجري مناقشتها. والجدير ذكره، هنا، أن إغلاق ملف إيران لدى «الوكالة الدولية»، فضلاً عن رفع مجمل العقوبات، وكذلك تقديم الضمانات، كلّها مسائل تمثِّل الشروط الإيرانية الثلاثة لإحياء «خطّة العمل المشترك الشاملة». وبالتالي، يبدو أنّه في ظلّ الاتفاق بين طهران والوكالة، قد جرى اتّخاذ خطوة أخرى على طريق إحياء الخطة.
مع ذلك، لا تزال بعض المصادر المقرّبة من السلطة في إيران متشائمة، إزاء ما يجري في فيينا، إذ كتبت صحيفة «كيهان» المحسوبة على مكتب المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية، أمس، أن «نتائج الجولة الثامنة من المحادثات النووية بين إيران ومجموعة 1+4، لا يزال يكتنفها الغموض». وأضافت أن «بعض الأخبار والتكهّنات تشير إلى أن الأطراف الغربية تمارس الضغط على الفريق الإيراني المفاوِض لتخييره بين عدم الاتفاق، أو الاتفاق السيّئ؛ وهو الاتفاق الذي تريد تحقيقه أميركا وأوروبا». وأكّدت الصحيفة أن الجمهورية الإسلامية لن ترضخ في هذه الحقبة من حياتها للمساومة تحت الضغوط الغربية، معتبرة أنّه «إن كان مقرّراً الاختيار بين الاتفاق السيّئ وعدم الاتفاق، فإن الخيار الثاني سيمثّل بالتأكيد الخيار الأمثل، لأن إحياء الاتفاق النووي من دون رفع العقوبات، سيكون محض خسارة». وفي سياق متصل، لفت عضو لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في البرلمان، أبو الفضل عمويي، إلى أنه «على الرغم من إعداد النص الرئيس للاتفاق المحتمل، لا يزال هناك خلاف حول موضوع أو موضوعَين». وتحدّث عمويي عن تصريح وزير الخارجية الروسي بشأن تلقّي ضمانات من الولايات المتحدة، موضحاً أن «النقطة التي أثارها الجانب الروسي، أخيراً، هي مطلب روسي من أميركا، وطهران لم تتقدّم بأيّ طلب في هذا الصدد». وأضاف أن هذه «قضية يجب على موسكو وواشنطن حلّها في ما بينهما، لأنّها متعلّقة بالعلاقات الثنائية بين البلدين».