تمسّ الحاجة إلى إعادة النظر بعمق وجوهرياً في واقعنا في العالم العربي عامة، وفي المشرق العربي خاصة، وفي مستوى خدمات مؤسساتنا، الرسمية اولاً والأهلية ثانياً، لترتقي إلى سوية العصر الرقمي من واقعها الذي يتخبط معظمها فيه وما زال قابعاً في عصر ما قبل النهضة الصناعية.
وإعادة النظر لا يمكن تحقيقها إلا بشرط مبدئي هو تغيير أسلوب التفكير وصولاً للإقرار بضرورة التطوير. ولا يمكن توفر هذا الإقرار في وسط اجتماعي أمّي غير متعلم وغير مثقف ولم تنفتح روحه على العلم والتنوير والتقدم. ولا يمكن تحقيق أي تطوير من دون اعتماد الجودة آلية وهدفاً في الوقت نفسه.. بتوفير فريق بشري مدرب يمكنه تحقيق إدارتها..
المدرب الدولي الإماراتي حميد البلوشي في حوار مع موقع حرمون تناول واقع التدريب في العالم العربي، وفي الإمارات العربية خاصة، وتحدّث عن قيمة العلم والتطوير ثانياً ناصحاً الشباب ألا يتخلوا عنهما كهدفين في حياتهم لخدمة بلادهم والإنسانية جمعاء.. حديث مليء بالقيمة والمعنى ننصح بقراءته..
تنسيق وإعداد د.فاتن جابر محمود
*بماذا نعرّف متابعينا في موقع حرمون إليكم؟
– شخص طموح لأبعد الحدود، خبير جودة ومعايير تميّز مؤسسيّ، وخبير دولي في التدريب والتطوير
قائد الابتكار. سفير للتميّز والإبداع معتمد من قبل أكاديمية سفراء التميّز والإبداع، وعميد أكاديمي. في الأكاديمية لدولة الإمارات العربية المتحدة. سفير النوايا الحسنة. وحاصل على جائزة أفضل 100 شخصيّة دوليّة في الأعمال التطوعيّة والإنسانيّة لعام 2020.
جائزة أفضل 100 شخصية لعام 2021 في العدالة والسلام ومكافحة الفساد والتطرف والإرهاب لدى مركز السلام العالمي للعدالة والسلام والمجلس الوطني لمكافحة الإرهاب والفساد والتطرّف. وأخيراً تم اعتمادي كرئيس لفريق التدريب الإماراتي لدى مجموعة إسناد الدوليّة.
علاوة على حصولي على عدد من شهادات الدكتوراه الفخريّة وبروفيسور فخريّ بجانب حصولي على شهادة الدكتوراه من الولايات المتحدة الأميركية تخصّص في التدريب والتطوير قسم الفلسفة.
*كيف كانت البدايات التي حفرت فيها قصة نجاحك؟
– بدأت بنيّة التغيير على المستوى الشخصي فكراً ومن ثم بدأت باستئناف رحلة التعليم وبعدها مرحلة التطوير التي لن تنتهي.
*تخصصت بالتدريب وحزت فيه شهادات منها رتبة بروفسور ودكتوراه وماجستيرات عدة.. هل أغنت هذه الشهادات العالية سيرتك الذاتية؟ هل تنصح شبابنا بالاقتداء بك، وبأن العلم ما زال طريقاً للنجاح؟
– بالتأكيد وكما ذكرت بأنها رحلة لا تنتهي وتجربة رائدة. وكلما تعلّمت وتطوّرت زاد وزن وثقل السيرة الذاتية والحصول على الأولوية في كثير من المشاريع والارتقاء بالوضع الاجتماعي إلى أعلى المراتب. وهذه نصيحتي الثمينة أوجّهها إلى الشباب في الوطن العربي (التعليم فالتطوير) ولا حدود للعمر في الإنجاز نحو سلّم النجاح.
*لو الزمن عاد بك إلى الوراء وخيّرت بتخصص آخر، ماذا تختار ولماذا؟
– التخصّص في قطاع الطيران والفضاء، لأنه حديث العالم وطموح ليس له حدود والاتجاه نحو المستقبل والذكاء الاصطناعي. وأحد الأسباب مؤخراً هو تطوّر أكاديمية سفراء السلام وصولاً إلى مرحلة تقديم برامج للطيران على مستوى العالم.
*كيف تقيّم وفق الخبرات الطويلة التي حصلتها في التدريب والإشراف مع جهة حكوميّة في الإمارات ومع غيرها، واقع المؤسسات الحكوميّة في بلادك؟
– أصبح توجّه التعليم وتطوير كفاءات الموظفين، من المرتكزات الاستراتيجيّة الرئيسية في حكومة دولة الإمارات العربية المتحدة، وكذلك في برنامج تطوير الخدمة الحكومية المتميزة وفق النجوم العالمي السبعة نجوم والمواصفة القياسية الدولية للجودة.
*إلى ماذا تحتاج المؤسسات الحكومية في الدول العربية لتوازي سويّة مؤسسات الإمارات؟ برأيك كيف يتحقق هذا؟
– تطبيق الخطط نفسه والبرامج المستخدمة نفسها في حكومة دولة الإمارات العربية المتحدة لتطوير الخدمات الحكوميّة. ونحن على استعداد لنقل المعرفة إلى أي مكان.
*بنى الصينيون سور الصين، لكن هذا الأثر الآبد لم يمنع الإسكندر المقدوني من اختراق الصين، فعلّق: بنوا الأسوار وغفلوا عن بناء الإنسان. كمدرب كيف نبني إنساننا؟ وما هي القيم والمعايير لهذا البناء؟
– التعليم ثم التطوير باستخدام أحدث البرامج طبقاً لأفضل الممارسات على مستوى العالم.
*كانت دورتكم القيّمة في منصة إسناد للتنمية المستدامة الأسبوع الماضي مؤشراً هاماً لعلم الجودة وفلسفتها، بماذا تعرّف الجودة ؟ وباختصار كيف تتم إدارتها؟
– الجودة هي إرضاء العميل بسرعة الاستجابة بالتحسين المستمرّ. وتتم إدارة الجودة بإعداد فريق للجودة مكوّن من أفراد لتطبيق النظام ومدققين خارجيين ومدققين داخليين وموظفي الاتصال والتواصل.
*ما أهم العوائق لنتمكن من إدارة جودة مؤسساتنا رسمياً وأهلياً؟
– أكبر عائق هو أسلوب التفكير.
*كيف ترى إلى التدريب في العالم العربي، هل حقق قفزة فارقة أم هناك ما تنبغي إعادة النظر فيها؟
– بعض الدول العربية حققت نقلة نوعيّة بسبب إيمانها بالتدريب والعمل على تطوير الأفراد وأنها أولوية في الإدارة. والعكس في جهات أخرى لا تؤمن بالعنصر البشري.
#موقع_حرمون، #حميد_البلوشي، #د.فاتن_جابر_محمود، #الإمارات_العربية، #الجودة،