أدى إقبال شديد على شراء النفط بفعل تعطل الإمدادات وظهور علامات على أن تداعيات المتحور أوميكرون من فيروس كورونا لن تكون هدامة بالقدر الذي أثار المخاوف من قبل إلى ارتفاع أسعار بعض درجات النفط الخام في المعاملات الفورية إلى أعلى مستوياتها منذ عدة سنوات.
ويقول تجار إن ذلك يشير إلى أن موجة ارتفاع مزيج برنت في المعاملات الآجلة قد تستمر لفترة أطول.
ولا تساير أسعار الشحنات الفورية أسعار العقود الأجلة على الدوام وعندما تزداد فروق الأسعار بينهما بوتيرة سريعة وبدرجة كبيرة فمن الممكن أن يشير ذلك إلى أن المضاربين بالغوا في البيع أو في شراء العقود الآجلة رغم العوامل الأساسية التي تحكم السوق.
وقفزت أسعار مزيج برنت في التعاملات الآجلة عشرة في المئة منذ بداية السنة غير أن السوق الفورية لا تزال تواصل صعودها وبلغت فروق الأسعار لبعض الخامات أعلى مستوياتها منذ عدة سنوات الأمر الذي يشير إلى أن شح المعروض سيؤدي إلى استمرار موجة الصعود في المعاملات الآجلة.
وفي الوقت نفسه التزم أعضاء منظمة أوبك وحلفاؤهم بالإطار الزمني بزيادة الإنتاج ببطء رغم نداءات متكررة من الولايات المتحدة وغيرها للتعجيل بالزيادة. وفي الوقت نفسه يبدو أن المحادثات النووية مع إيران والتي يمكن أن تسفر عن زيادة المعروض متعثرة.
قال تاجر متخصص في النفط الأمريكي الخام “اتضح أن أوميكرون ليس بهذا السوء وأن مشاكل الإمداد أسوأ من المتوقع”.
كذلك انكمشت المخزونات في كل من الولايات المتحدة وكندا. وقالت إدارة معلومات الطاقة الأمريكية يوم الأربعاء إن مخزون النفط الخام انخفض أكثر من المتوقع ليصل إلى أدنى مستوياته منذ أكتوبر تشرين الأول 2018.
وقال تاجر أمريكي “مع ظهور الربيع والصيف في الأفق … بدأ الناس يستعدون للاستمتاع بسوق قوية”.
ولا يزال بعض التجار يعتقدون أن السوق قد تفقد قوتها بظهور متحورات جديدة من كوفيد وأعمال صيانة مصافي التكرير الموسمية في الربع الثاني وربما تباطوء الاقتصاد الصيني.