محمود موالدي*
قد لا يختلف أحد في توصيف وقائع الأحداث السياسية المتشابكة والمعقدة ضمن خارطة الصراع الدولي، فالحراك الدبلوماسي الاستراتيجي للجمهورية الإسلامية الإيرانية إلى الصين وسورية والتحليل الدقيق لمجمل تصريحات المسؤولين الإيرانيين والصينيين والسوريين على حد سواء، بالتزامن مع بلوغ القطار الصيني السريع تركيا، وما يدور في القوقاز ومواجهة للثورات الملونة من جهة والإسلاموية البيضاء من جهة ثانية، فموسكو هي الشريك الشرقي المضارب. فالحرب الغربية على الشرق أو ما يسمى تكوين جبهة شرقية مناوئة للتمدد الغربي.
تشهد خريطة الصراع العالمي ذاك التغيير في مختلف الساحات والجبهات، فالقضية السورية واللبنانية تدور في مدار التفصيل والاشغال، فكل الضغوط الاقتصادية نتاج لذاك الصراع، فهي حرب مختلفة التكتيك والأركان ، فإذا كانت البنية السياسية لدولنا تشهد قسورا ذاتيا ناتجا عن حقب الاستعمار وما تلاها من مراحل الفساد والاستغلال، فهي اليوم وعلى الرغم من ذبولها قادرة على التحمل وهذا طبيعي، لكن السؤال المطروح، إلى متى تبقى قادرة …؟ ، و إلى أي حد ستبقى صامدة … ؟؟ ، و الإجابة على هذا السؤال هو تفنيد نقاط الضعف والقوة في ملاعبنا السياسية، فالحالة السورية وعلى الرغم من تشبعها بعوامل الفساد المنظم وغياب منطق بناء الدولة بصبغة (الحوكمة) إلا أنها تجمع مضامين القوة من خلال تماسك محدد الأبعاد في سيرورة المجتمع من جهة والقوى السياسية الموجودة بحكم الواقع من جهة ثانية، فتبقى المركزية وسيلة الضمان المالي والاقتصادي وحتى الأمني، فيما يعيش العراق ذاك الترنح المخيف المهدد لكينونة الدولة، وذاك الانقسام المشبع بالثغرات الطائفية والمذهبية والقومية والتفرقة المناطقية التي زرعها الاحتلال الأمريكي، فيما لبنان يعيش ذات الضغوط الاقتصادية، واستباحة للقمة عيش المواطن من قبل الفساد من جهة والحصار الصهيوأمريكي من جهة ثانية، لكن محور الشر العالمي يعيش ضغوط متشابهة وعميقة بصبغة مختلفة فالكل في ركاب الضغوط، والمطلوب من يصرخ اولا .. ، إنها حرب إرادة وتصويب للوعي السياسي الجمعي.
إن طموح العدو هو الاحباط الداخلي جراء الضائقة المعيشية واستنفاذ المجتمع والبيئة جراء الدولرة وأدوات العدو الأمريكي في أركان الدولة، لكن العقيدة والإيمان وثبات بوصلة الصراع يضمن قوة التصدي ورشاد القرار والتفاف البيئة المجتمعية مع قيادتها المقاومة، فلا مكان للصراخ ولا للتنازل وتبقى فلسطين محور ساحات الصراع ضمن تفصيلات الحرب بين الشرق والغرب .
بقايا مناضل
*الناشط السياسي
موقع حرمون