على الرغم من البداية الجيدة للنفط هذا العام، فإنه من الصعب التفاؤل بشأن المستقبل، إذ ارتفعت الأسعار مؤخراً في ظل الاضطراب في كازاخستان الذي يهدد الإنتاج هناك.
ونظراً لأن هذا التأثير الصعودي قصير الأجل سوف يتلاشى حتماً، فإن تركيز السوق سوف يعود إلى العرض واحتمالات قوة الطلب في النصف الأول من العام.
ومع عدم انتهاء «كوفيد-19» بعد، فإن هناك عنصرين قد يستمران في تهديد حركة تنقل الأشخاص، وبالتالي الطلب على النفط، وهما تقدم عمليات التطعيم على مستوى العالم، وظهور متغيرات جديدة من الفيروس. وهناك أيضاً مخاوف من احتمالية زيادة المعروض من النفط الخام هذا العام، وهو ما قد يضر بسوق النفط إلى جانب مشاكل الطلب.
وما يزال سوق النفط يتأثر بالعوامل الجيوسياسية الأخرى التي ستظل تشكّل خطراً، بما في ذلك الحرب التجارية بين الصين والولايات المتحدة، فضلاً عن العلاقة السياسية بين أميركا وإيران، وفيما يلي أبرز التوقعات الرئيسية للنفط:
1 ــ أسعار النفط ستظل مرتفعة
– شهدت صناعة النفط تحولاً جذرياً في السنوات الأخيرة، إذ خفضت الشركات بصورة كبيرة الإنفاق الرأسمالي على المشاريع النفطية الجديدة.
– حولت شركات النفط الأوروبية الكبرى مثل «بي بي» و«توتال إنرجيز» الإنفاق من النفط والغاز إلى الطاقة المتجددة.
– تحولت كبرى الشركات المنتجة الأميركية التركيز على توليد التدفق النقدي وإعادته إلى المساهمين بدلاً من توسيع الإنتاج.
– اكتشفت الصناعة أقل عدد من البراميل من موارد النفط والغاز الجديدة منذ الحرب العالمية الثانية في عام 2021.
– يخطط أغلب المنتجين للسيطرة على الإنفاق الرأسمالي هذا العام، على الرغم من انتعاش أسعار النفط.
– يخطط العديد من المنتجين لتحقيق نمو متواضع في الإنتاج، وفي الوقت نفسه، حافظت «أوبك» على قبضتها المحكمة على الإمدادات رغم ارتفاع الأسعار.
– مع توقع عودة الطلب إلى مستويات ما قبل الوباء في وقت لاحق هذا العام، فإن هذه الديناميكية تمهد الطريق لارتفاع محتمل في السعر إذا واجهت الصناعة اضطراباً كبيراً في العرض.
– في بعض الظروف، قد تصل أسعار النفط إلى 100 دولار للبرميل في وقت ما هذا العام.
– في حين ترى وجهة نظر أخرى أن الأحوال الجوية قد تكون سبباً في دفع الأسعار إلى الارتفاع.
– إذ يمكن أن يصل سعر برميل النفط إلى 100 دولار أو أكثر خلال الربع الأول من العام في حال كان الطقس شديد البرودة.
2 ــ عام التوزيعات النقدية
– مع إحكام منتجي النفط قبضتهم على الإنفاق الرأسمالي، فإن لديهم النقد لدعم ميزانياتهم العمومية، وإعادة المزيد من الأموال إلى المساهمين.
– يبحث المنتجون عن طرق مبتكرة لإعادة الأموال إلى المساهمين، على سبيل المثال، أطلقت «ديفون إنرجي» أول إطار عمل لتوزيع الأرباح الثابتة والمتغيرة في الصناعة، ووزعت حوالي %50 من فائضها النقدي على المساهمين عن طريق توزيعات أرباح إضافية كل ربع سنوي.
– ومن المتوقع أن تطلق المزيد من شركات النفط استراتيجيات مماثلة للعائد النقدي في عام 2022.
3 ــ التحوّل نحو مصادر جديدة
– يسعى عدد متزايد من شركات البنية التحتية للطاقة إلى استكشاف مصادر جديدة للنمو.
– بالفعل، أطلقت شركة خطوط أنابيب الغاز الطبيعي «كيندر مورغان» مجموعة مشروعات طاقة جديدة في العام الماضي.
– كما أعلنت «إنرجي ترانسفير» عن جهود موسعة للتركيز على تطوير مشروعات الطاقة البديلة العام الماضي.
– من المتوقع هذا العام أن تبدأ الشركات في ضخ رأس مال في استثمارات الطاقة البديلة في عام 2022.
– من المرجح أن تكشف كبرى الشركات في القطاع عن مشروعات كبيرة لإعادة توظيف الأصول الحالية للتعامل مع الوقود البديل، والاستثمارات الواسعة النطاق للتوسع في البنية التحتية الجديدة، مثل أصول توليد الطاقة المتجددة، وإنتاج الهيدروجين.
القبس