محمد موالدي*
منذ عقود خلت كان الموقف هو نفسه اليوم…!!!، لكنه بصيغ مختلفة، فالإرهاب وتسويق الفتن والانبطاح للاستعمار هو السمة العليا عند حكام الخليج العربي، فمحاربتهم لأي حالة نهضوية وإعدامهم لكل محاولات التغيير واستثمارهم للدين بوجهة نظر ابن تيمية المؤسس للفكر الوهابي، إنهم أزلام المستعمر وأدواته الحقيقية، فإذا اختلفت مسميات المستعمرين لم تختلف مبدئية الاعتماد على الفكر السلفي الإرهابي والفاشستية الدينية للعرب المتصهينين، إنها حقائق التاريخ المغيب بحكم التجميل القومي ومسار (الجامعة العربية) التي تأسست بضوء أخضر غربي لإجهاض حراك التحرر العربي، وترتيب الفتن ودفع الأموال للاغتيالات ومحاولات الانقلاب في مراحل القومية العربية والحقبة الناصرية، بل إن المتابع (لإنجازات) الجامعة العربية المهيمن عليها مال دول الماعز العربي وثرواتهم يعرف حقيقة هذه المؤسسة الرازحة تحت التبعية والنشاز الحاكم لظلالها
فبعد انتصار الثورة الإسلامية في إيران وبزوغ فجر الانتصار الحر بميزان الإرادة تزعمت الوهابية العربية ركب المواجهة والتمويل ودعمت أشد الأنظمة العربية بطشا بغطاء قومي علماني وأقواها تسلحا باسم الدفاع عن العروبة، وفي جانب مظلم آخر مولت الرجعية العربية المقاتلين في الشيشان وغيرها من دول البلقان تحت غطاء محاربة الشيوعية تنفيذا للإرادة الأمريكية ضمن منظومة الحرب الباردة، تكشفت السفاهة العربية في غزو العراق وسقطت الأقنعة وتجلت حقيقة ظاهرة للعيان، إنهم مجرد خدم للعم (سام) فالمعلم الأمريكي أعتمد على مالهم ومساحاتهم الجغرافية، لكن الانحراف والشذوذ السياسي والديني استمر في التصعيد واستمرت معه تقاسم الأدوار بين مشيخات وأمارات الإذعان والذل المتصحر، حتى انفضت الستائر البراقة التي غطت عوراتهم بشكلها الكلي بعد العدوان الصهيوني بدعم خليجي على لبنان في صيف/ 2006/ وما تلاها من مؤامرات وضغوط على سورية وتصعيد شامل على محور المقاومة حتى وصلنا لضرب قلعة عظيمة للتحرر والعروبة وهذه المرة كان التحالف المتين بين الوهابية والإخوانية، فتم إنتاج داعش ومشتقاتها الإرهابية. إن فصول المؤامرات للعرب المتصهينين لن يقف عند مجرد قتل أطفال اليمن وسورية والعراق ولبنان بالقنابل او من خلال الدعم المالي للعدو، بل هو قتل أمة من خلال الفكر المسلطن والفتنة العفنة المصوغة باللبوس الديني وتدنيس الحقيقة بتحريف المعطى، إنهم من سلالة المتآمرين الأوائل على الرسالة السماوية بالوسيلة المحمدية، وإنهم خلفاء المجرمين المخلدين في التاريخ المغيب بحكم السياسيات الداخلية، فالوهابية تكشفت وتعرت ومصيرها كما هو معلوم لدى المشغل الأمريكي إما إعادة تدوير كالمخلفات أو الإندثار كالفضلات، وكلاهما.. زوال.
بقايا مناضل
*ناشط السياسي
موقع حرمون