حسن أحمد خليل *
المفترض أن القضاء بقدسية الأنبياء، أو حتى الرب.
المفترض انه بعذرية العذراء، وعصمة الائمة، وزهد الفلاسفة.
تعلمت أجيال ان العدل اساس الملك. وان الدولة بدون قضاء عادل وحازم، كجيفة تأكلها الطيور.
اغلب القضاء اللبناني أصبح مخجل ومعيب وبلطجي وعنيف ومسيس وفاسد اكثر من الواقع السياسي.
لا يعرف احد في الخارج اسماء القضاة ومراكزهم، كبيرهم او صغيرهم. في لبنان العجيب، الكل يعرف اسماء كل القضاة، ويسألون عن مرجعيته، من أعلى الهرم إلى اسفله.
لكل زعيم قضاته. ولكل زعيم مطلوبين للعدالة يحميهم في مقاطعته. وله زعرانه يتولون امر اخصامه، ان فشل قضاته في نصب فخ عدلي لهم.
هذا يريد كف يد هذا، وذاك يريد تنحية ذاك.
أنصار يتظاهرون لنصرة قاض لأنهم اصدروا حكمهم قبل حكمه، واخرون حكموا بأن حكمه مرفوض قبل أن يصدره.
واغنام ومواشي تشرد في اصقاع مزارع العالم، وأخرى ترعى بين المكبات والمطامر.
الله يرحم لبنان، لأن القضاء فيه اسلم الروح، وشعبه كطيور البراري.
والسؤال: هل يخجل كبار الكبار من القضاة عندما يقرأون هذا الكلام؟ والجواب هو لو بيخجلوا كانوا خجلوا من زمان…
*رئيس تجمع إستعادة الدولة
موقع حرمون