حسن أحمد خليل*
المعجزة اللبنانية:
يسأل البعض ونحتار ونخجل من الإجابة إن
كان صحيح أنه في بلدكم انتم اللبنانييون المنتشرون في العالم، ما زالت المناصب الرئاسية والوزارية والنيابية والوظيفية، موزعة على مذاهب. يعني ممكن ان يتبوا شخص ما منصب ولو غير كفؤو، ويحرم البلد من كفاءة ما، لانها ليست من ذاك المذهب؟ والمتبوء والمحروم لم يختارا مذهبهم، وغير ملتزمين دينيا. شاءت الصدف ان ولد كل منهما من والدين على مذاهبهما.. بل وان هناك عنصرية علنية مفضوحة ضد اللاطائفيين او العلمانيين.
قلت نعم. واضفت:
بل أسوأ. فاغلب اللبنانيين، مقيمين، ومنتشرين أينما حلوا، ولو لبسوا ربطة عنق وبدلة، ووصلوا أعلى المراتب، يصنفون أنفسهم، واترابهم اللبنانيين علنا، أو في العقل الباطني، حسب انتمائهم لطائفة او لمنطقة، أو لطائفة في منطقة ما، في هذا البقعة الجغرافية الملعونة، لا المباركة في كتب الرب، كما يزعمون، الوطن المسخ اسمه لبنان. اغلب اللبنانيين نموذج الانضباطية في بلد الإقامة، وحيوانيو الانتماء الغريزي في خلفيتهم اللبنانية.
ما لا استطيع ان اعترف به للسائل، هو انني اوافقه عندما انتفض وقال، اذن هكذا شعب، وهكذا بلد لا يستحققان الحياة.
بل واسترسل محدثي ليقول بعد أن قرأ عن لبنان وشعبه وتاريخه، انه لا يستغرب انهيار دولته ومجتمعه، بل يستغرب كيف تأخر هذا الانهيار، بدل ان يحصل منذ زمن طويل.
هنا اجبته وبحسرة، ان المأساة هو أن اللبنانيين يعتبرون ان نجاهم التافه هو “المعجزة اللبنانية”، ويستمر أكثرهم في الكذب والتكاذب انهم ليسوا طائقيين، لكن هكذا يقتضي التعايش، إلى أن تخلق اجيالا جديدة لتربية النفوس قبل إصلاح النصوص. انتظرنا خمسة أجيال واتجهنا للأسوأ. قمة النفاق والمنافقين..
لم أستطع ان اعترف له ان الخلافات الإقليمية بإستمرار لا علاقة لها بالانقسام العامودي والافقي بين اللبنانيين. منذ حلف بغداد وعبد الناصر والغرب والشرق والعرب والفرس، يجدون دوما اسباب للانقسام.
هم كذلك. خسروا كل جنى عمرهم وتدنرت دولتهم ومجتمهم والنقاش اليوم اذا كان فلان مع هذا المحور او ذاك…
محتار.. كيف لي أن اصارح من يحاورني، انني أخجل ان اوافقه على أن دولة لبنان وشعبها غير مؤهلان، بل ولا يستحقان وطن اسمه لبنان. هل يستعيدونه؟ التاريخ يؤرخ، ولا يصنع معجزات….
*كاتب لبناني
موقع حرمون