علاء فياض
اثبتت تجارب التاريخ الماضي والحاضر أن الكلام بالمنطق والحجة والدليل لا تعيد حقًا ولا تنصر مظلومًا أو تردع ظالمًا إذا لم يكن معها قوة عسكرية راشدة وعاقلة تُثبت معادلات بقليل من استخدام السلاح وكثيراً من التلويح باستخدامه.
واثبتت أيضًا أن الدفاع عن البيت من داخل جدرانه لا يكفي لصد المعتدي بل لابد من الخروج إلى خارج الاسوار لملاقاة العدو وكبح طموحه التوسعي، وبهذا النمط خرجت المقاومة في لبنان بمجموعة تجارب مع العدو إبان الاحتلال وفي حرب تموز وما بعد بعد تموز وصولا إلى الحروب الاستباقية التي شاركت فيها داخل سوريا والعراق واليمن وفلسطين، من أجل كيّ وعي العدو الاسرائيلي والتكفيري ومن خلفهما الراعي الاقليمي.
*وفي حرب الاقتصاد عادت المقاومة لتضرب بنفس التكتيك وفرضت معادلات في عمق البحار في وجه الاصيل ولم تقم وزنا للوكيل.*
ومع انطلاق الناقلة النفطية من سواحل ايران انطلقت معها مساعي الولايات المتحدة لتلافي تداعيات الخير القادم من ايران فأوعزت إلى وكلائها في المنطقة للبحث عن حلول لازمة لبنان النفطية وسقط جزء من قانون قيصر باتجاه سوريا وتحولت الاردن ومصر إلى شركات تخديم لوجستي لصالح هذا البلد الصغير وعلى عجل ارسل الوفد الوزاري اللبناني إلى سوريا لتسوية الامور القانونية واللوجستية مع دمشق لتسهيل عبور الغاز والكهرباء منها إلى لبنان.
فوبيا ناقلة النفط الايرانية المحمية بسلاح المقاومة وصلت الى الشواطئ السورية وفي ذلك الكثير من الدلالات فقد ابقت المقاومة على شيء من هيبة امريكا في المنطقة من خلال عدم ادخال الباخرة إلى لبنان وإلى حيث رست الباخرة هرول جميع حلفاء امريكا للبحث والنقاش مع سوريا الأسد في كيفية معالجة ازمات لبنان.
هي معادلة الانتصار بالردع من دون استخدام السلاح ولا استقرار من دون مقاومة مسلحة متحالفة مع عمقها الطبيعي في دمشق ومدعومة من عمق المحور الثوري في طهران وعلى من بقي خارج هذه المعادلة أن يستشرف مستقبل المنطقة ليحجز لنفسه مقعدا ولو في الوسط بين المحورين.
بغداد اليوم باتت مركزا لتقديم اللجوء وانتظار متغيرات المنطقة ما بعد الخروج الامريكي تمهيدا لاعادة ترتيب الاوراق مع طهران ودمشق اللتان اصبحتا في الموقع الاقليمي الاقوى اليوم ومع افراغ حمولة اول ناقلة في خزانات لبنان تكون معادلة الحصار وقيصرها باتت تحت اقدام مقاومي المنطقة دولاً وفصائل وبذلك نبدأ بكتابة فصول الانتصار الاقتصادي والسياسي بعد الانتصارات العسكرية وعلى الحياد السلام.