ناديا سعادة*
إنّ الرّجال تهربُ من أقدارها
من قهر سجّانها
من ليلِ أحزانها
تحفرُ بالأظفارِ مجدِ عبورها
هي الصقور طارت لأعالي جبالها
غادرت صمت السجونِ
حين يركعُ للظلمِ الطويلِ أذنابها
عصافير طالت مدى الحياة أشجانها
يا فرحة قلبي حين خبّرني بها
حبيبٌ لمتُ عمري كيف لم ألقاهُ
وكيف ألقى حبيبا غائبا في أحضانها
تلك الدنيا الغرورُ مالت
يا مَيْلَةَ الحبِّ في رحابها
ستة رجال ساروا في طريقها
عبر بيسان للوديانِ بريدِها
رسائل للثوار أينما كانوا
لا تيأس يا رفيقي من جليلها
إنّ الرّجال تَحَضّرت للنجاةِ
ومشت طولَ دروبِها
آهٍ لأوجاعِ السنين في مُرِّها
و آهٍ لكلِّ حنينٍ وشوقٍ بينها
وآهٍ لستة رجال من جُندِها
يعبرون النهر الجميل في حُبِّها
فخرُ الثورةِ غير ما جرى
من صمت العروبةِ على ذلّها
وتحيتي لكلّ هاربٍ
إنّ الهروب العظيم معجزةً لها
تلك المآثرُ للقلوبِ أينعت
فخار النفس في فخرها
مرحى للرجال دخلتم تاريخ القوةِ
خسئت كلّ زنازين الأرض في موتها
لنا الحياةُ والعزّ التليدُ
يا عرب الصمت كفوا الملامةَ
عن رجالِ فلسطين
حفروا الحفرة المقدّسة
نفقٌ طويلٌ في ترابها
ولو صبر الصمت على ذلّه
لغدر المجدُ صميم الصبرِ في خدرها
مرحى للرجال عزمُ الأرواح غزت
إنّ الغزوةَ أسانيدُ الحديث الشريف
في ذروةِ فجرها
خرجوا للشمسِ يُنيرونَ يومها
فضحكت ضحكة ساخرٍ
أين الجنودَ حين بنوا حريةً
هي الرأسُ الشامخةُ
ركعت لها كلّ الجيوش جبرا
إنّ القصور تهدّمت إلا قصرهم
عالٍ في جنان حُبِّها..!!
*كاتبة وشاعرة فلسطينية
موقع حرمون