ناديا سعادة*
لا تبكوا الناجين ،
فمرثيّةُ البكاءِ على الباقين
على المنغمرين قسرا في وحل الطين
أمّا مَن قتلتهم رصاصةُ الليلِ ،
وأثناء الارتباكِ المُزمنِ للجنود
وأثناء الرحلة اليوميّة للشقاء
فهؤلاء في نعمةِ البقاء
فلا تبكوهم ، واحفروا حروف المفاتيحِ
على جدران هذا العمرِ الذي غدر
والذي قسّم الحظوظ بين البشر
و أغفل جنون الحبّ واحتضار الشوق
بين أحضان الحبيبةِ في المطر
لاتبكوا الناجين ،
وليست أمرا إلا لِترفيهٍ لحيّ
فهم على سررٍ وضوء قمر
يزورهم ظلُّ الأبد
يدقُّ أبواب بيوتهم الجديدة
نوافذ قصورهم الرغيدة
و نسمع تلك الأغاني آذانهم
ما لم يخطر على بال بشر
البكاءُ زهدٌ كفيف و حزنٌ بليغ
والطريقُ للمجدِ محفوفةٌ بالخطر
لا تبكوا الناجين قهرا…
لا تضعوا بعد أمري عَجَبَاً ولا أمرا
صمتٌ وصبرٌ جميل
سيفرحُ الآتون عصرا
تحت شمس الفاتحين
سننجو كلنا يوما
لتحيا البلادُ فلسطين
سينزاحُ كابوس الخوف المُزيّنِ
برضى الساكتين
لن نرضى ذلا…
على أبواب الواقفين
اسمحوا لي هروبَ الصامدين
دمعةً على مخدتي ،
حين أستطيعُ النوم ،
وبعد هذا اليومِ الثقيل
*كاتبة وحقوقية أردنية
موقع حرمون