ناديا سعادة*
يا ليت سجني يصير حديقةً للأطفال
يلعبون فيه ليلَ نهار
نزرع على أطرافه عبّادَ شمسٍ
تتفيّأ تحت ظلّه عروقُ ريحان
ياريت عمري يصير غابةَ أشجار
تحيا على أغصانها العصافيرُ الصغار
تزقزق لمساءاتٍ تفرحُ و تُنْثَرُ الأزرار
تغيب على كفه الرخو جدائل شعرٍ
و تُصبحُ الدنيا رحلةَ شوقٍ بلا انتظار
يا ليتني أنجو من تعبٍ ثقيلٍ
على مرمى رحمٍ ثقيلٍ كحِصار
و يجلسُ ألما بقيدٍ في تواريخَ ثِقال
و نبكي أنا و وليدي
أنخرجُ من حديقة الموت ذات صباح
نودّعُ عذاب الخيالِ والوهمِ السّراب
ولا أسمعُ صوتا غريبا في ليالٍ طِوال..؟
اسمي كسرة الأنهار
جريرةُ الاخطاءِ على حواجز الأخطار
أين تكتبون اسمي جريحا
أنهار… أنهار… أنهار!!
أيسمعُ صوتي شعبٌ نبيلٌ
و أشرافُ قومي رجال..؟
ألستُ شرفا في لوائح الدمِ المعتَّقِ…
وخمرُ العذابِ يُنسي العِسار.. ؟
عسرتُ زمن الولادة جهدتُ المخاض
فإنّي آمنت بالذي خلق المحيا وخلق الممات
وأدعوه كلما جاء فجرٌ خذني لرحمةٍ ،
إنشادُ الموتِ جهاد النفس المِرار
عذّبني شوقٌ عسيرٌ
وصرتُ الشوكَ وذقتُ المَرار
ولولا عقلي تراخى و عاث خيالا
كنت الآن في خبر كان…
موتا رحيما سأرجوه ، ولكن
خذوا من رحمي الوحيد
وليدا صغيرا يُحبّ أمه الحبيسة
و يشتاقُ جدا لكلّ البلاد
#أزهار_الديك
*كاتبة وحقوقية اردنية