أحمد الزبيري
شهدت العاصمة العراقية بغداد اجتماعاً حضره جوار العراق ومعظمهم ممن تأمروا مع الغرب بقيادة أميركا على هذا البلد..
الخطوة من حيث المبدأ جيدة، إذا صدقت النيات وتلاقت المصالح، ولكن كل هذا غير واضح حتى الآن ويفتح ذلك على أسئلة إجابتها تفتح على تساؤلات أوسع، في ما يخص الداخل العراقي ومتغيرات الإقليم والعالم.
يأتي هذا الاجتماع بعد انتهاء الأزمة الخليجية بمصالحات مشبوهة بدأت في ما يسمّى قمة العلا بين مملكة بني سعود ومشيخة قطر وتواصلت مع مصر بدءاً من انقرة وانتهت بالدوحة لتتوّج بلقاء قمة مصرية قطرية في بغداد على هامش اجتماع جوار العراق..
الفشل التركي في تحقيق الطموح الطوراني العثماني يحمل تنظيم الاخوان المسلمين هذا الفشل.
من جديد تتغلب المصالح على المبادئ وفي أساس الدول التي تبنت الاستراتيجية الاميركية في فترة وجود أوباما في البيت الأبيض قد هزمت وتحاول التقليل من حجم الخسارة بإعادة خلط الأوراق وترتيبها وفقاً لمتطلبات المتغيرات الإقليمية والدولية.
بالنسبة للمحميات في الجزيرة العربية والخليج خياراتها ضيقة وتنحصر بين مثلث أمريكا وعودة السيد القديم بريطانيا وكيان العدو الصهيوني ولا تستطيع ان تذهب ابعد من ذلك لأنها وجدت منذ البداية على الحماية المطلقة البريطانية والأمريكية والغربية .
اجتماع بغداد بين المتناقضات يأتي على وقع الهروب الأمريكي من أفغانستان مما يجعل هذا الاجتماع محاولة للبحث عن مصالحات بالمنطقة تخدم الاستراتيجية الأمريكية والأوروبية الى حين تتضح الرؤية الى اين الأمور تتجه؟!.. أمريكا مربكة استراتيجياً وكذلك أوروبا وإسرائيل مرعوبة، وخاصة بعد زيارة رئيس وزراء هذا الكيان لأمريكا وكيف سيكون بين الهروب من أفغانستان مستقبل هذا الكيان الذي اعتقد نفتالي بينيت أنه يحمل في جعبته استراتيجية جديدة لمواجهة إيران ومحور المقاومة ليجد العجوز بايدن مشغولاً حتى النخاع بهمه في أفغانستان في ضل ضبابية الرؤيا لما بعد هذا الخروج المذلّ بعد عقدين خاصة أن الفوضى التي أرادها من هذا الانسحاب لن تتحقق ليبرز هنا المنقذ “داعش” تفجيرات مطار كابول وما صاحبه من حملة إعلامية تحاول أمريكا وحلفاؤها الإقليميين والدوليين الإبقاء على ما يمكنهم من فتح بوابة لتحقيق مشروع هذه الفوضى في هذا البلد الجيوسياسي الخطير باتجاهات أعداء أمريكا الأساسيين ايران وروسيا والصين وأريد لهذه البوابة ان تكون تركيّة قطريّة ومكانها مطار كابول.
يبقى في كل هذا تحالف العدوان على اليمن وفي أي اتجاه سيمضي في ظل هذه الاحداث بكل أبعاد متغيراتها؟.. الواضح ان هناك إصرارا امريكيا بريطانيا صهيونيا على تحقيق أهداف السيطرة والتقسيم في اليمن ربما يعوّض خسارتهم الاستراتيجية في المنطقة، وهناك احتمالية أن تأخذ الأمور مساراً خارج أجندتهم وتجبرهم الضرورة على القبول بالحلول وفقاً لمضامين مبادرات القيادة اليمنيّة في صنعاء والموجّهة للداخل وتحالف العدوان ويمكن في ما يخصّ الداخل البناء على مبادرة مأرب في الجبهات الأخرى مع بعض التعديلات وفقاً للخصوصيات لكل جبهة.
وهنا نأتي للمرتكزات الأساسية لهذه المبادرات والمتمثلة برفع الحصار ووقف العدوان وخروج القوات الأجنبية من الأراضي اليمنية.
وهنا نعود الى اجتماع دول جوار العراق المستثني لسوريا وهذا يشكل خللاً أساسياً، ومع ذلك كيف سينعكس هذا الاجتماع على وقف حرب التحالف العدوانية على الشعب اليمني. المعطيات حتى الآن تعطي مؤشرات ضعيفة لهذا التأثير ورهاننا الرئيسي على إيماننا وإرادة الحق التي نستمد منها القوة لهزيمة الباطل وكل المؤشرات تؤكد اننا منتصرون عليه.
#مؤتمر_جوار_العراق، #بغداد، #أحمد_الزبيري، #موقع_حرمون