مجدي نعيم
إن رد الخائن مشهور حمشو في انتقاده لما ورد في حديث وليد جنبلاط الموجه للجبل وأهل الجبل في السويداء، وتحذيره له من مغبة التورط في اقتتال لا مصلحة لهم فيه، وعدم استخدامهم من قبل جهات خارجية في تصفية حسابات إقليمية كبرى، واتهامه بأنه واحد ممن أفقر لبنان ونهب هو وفريق الطائف كل الأموال والمساعدات التي وصلت للشعب اللبناني، وبالرغم اختلافنا الشديد مع وليد جنبلاط بسبب مواقفه مع سورية التي قدّمت له الكثير الكثير، ونكرانه الجميل ونسيانه المعروف بانضمامه إلى جوقة المعادين للدولة السورية واتهامها بمقتل الرئيس رفيق الحريري، وتلفّظه بعبارات لا تليق بزعيم درزي ولا بأخلاق ومناقبية الموحدين الدروز ولا قيمهم لغايات سياسية، وكسب رضى السعودية وبعض الدول الغربية إلا أنه فشل فشلاً ذريعاً وذهبت رهاناته أدراج الرياح.
وبغض النظر عن المواقف التي لم تصبّ في مصلحة الموحدين الدروز لا في سورية ولا في لبنان إلا أنه توجّه بخطابه لأهل السويداء لأنه يدرك ماذا يعني الدخول في مواجهات الموحدين الدروز ومحيطهم من أبناء العشائر العربية في كل الاتجاهات، وهو موقف براغماتي سياسي انتهازي يحاول من خلاله مغازلة النظام الأردني والسعودي وداعميهم في المنطقة، وليس حرصًا على أبناء الجبل وحياتهم، مستندًا إلى خبرة في قراءة غباء الفريق الذي يدعمه بعض العملاء الصغار والمراهقين سياسيًا مثل: مشهور حمشو ومالك أبو خ-ير وسامر الحكيم في تشكيل حزب عسكري تحت مسمّى حزب اللواء ومكافحة الاره-اب، التي ستدخل الجبل في حرب مع محيطه الديموغرافي، تجعل أهل الجبل وحدهم يدفعون ثمن هذه المواجهات والمغامرات المأجورة التي تخدم مصالح الآخرين.
وهنا يحاول جنبلاط الظهور بمظهر المدافع عن أهله، وبنفس الوقت يضرب عصفورين بحجر واحد ويغازل السعودية والأردن اللتين تنتظران إعادة تمكين الجيش العربي السوري في الجنوب وتفعيل العلاقات بين الدول العربية وسورية، وهنا يحاول جنبلاط كعادته اقتناص المتغيرات السياسية في المنطقة خاصة مع انسحاب القوات الأميركية من كابول، والاستعداد لانسحابها من سورية وسقوط كل الرهانات لإيجاد مكان له عن الخارطة السياسية الجديدة خاصة مع نجاح الجيش العربي السوري في ترحيل الارهابيين من درعا البلد، واقتراب لحظة إعلان النصر.
وهنا لا بد أن نقول لوليد جنبلاط ومشهور حمشو وغيرهم سواء اختلفتم أم اتفقتم، فإن أهل الجبل الشرفاء أحفاد سلطان باشا الأطرش الذين قدّموا الشهداء دفاعًا عن وحدة سورية في حربها ضد الاره-اب، هم وحدهم يحق لهم أن يتحدثوا باسم الطائفة، وليس أحداً سواهم، لأن من حرّض الناس على الفرار من الجيش ودعم (جبهة النصره وداعش) ليس كمن قدم الدماء على امتداد أرض الوطن، وليس كمن يعيش متسكعاً في فنادق أوروبا…
*ناشط إعلامي من السويداء.