هاني سليمان الحلبي*
يحزّ في القلب عندما تعاين نصل سكين حفرت جلدَ زميل غالٍ، وكادت تنفذ الضلوع إلى القلب..
وتغرورق العينان عندما تعرف الزميل اللطيف، الذي لا تسمع منه سوى صباح الورد ومساء الدفء، بنكهة سورية قادمة من حلب التاريخ، وطلبِ نشر مقال أو خبر، ويعاجلك بالتلبية عندما تسأله خدمة أو مهمة..
هكذا نموذج المواطن المواطن، في سورية الحبيبة، إذ تراها من شقيقها لبنان المضرّج بالبُعد عنها غصباً عنهما، ترعاه دول وحكومات، وتستفيد منه جماعات لا تُعدّ ولا تُحصى، حتى تستعوذ ربّك ذا الجلال مرّات ومرّات إن أحوجتك حياتك أن تعبُر ما يُسمّى أسلاك حدود ومخافرها..
المواطن الصالح بحق، الدمث كل الدماثة، المعطاء بلا منة او سؤال؛ المواطن الضحيّة، مثلنا تماماً، من دون أن يسأل عن: ماذا وكيف ومتى وإلى أين من هنا؟ ضحيّة وكفى!
صديقي منذ عقد من السنوات، الضحيّة مثلي في الصحافة، مهنة المتاعب، بل القذارة عندما تستهدف وطناً، وسلاح الدفاع الأمضى في حربنا الوطنيّة المقدّسة عندما تكون ذات قضية قوميّة واجتماعيّة تساوي الوجود كله.
صديقي وزميلي، في أسرة موقع حرمون، وليس مندوب الشام للورقيّات، الصحافي عادل نبيّ، مَن أباهي به، وأفخر، أن قلمه جرى حبراً في صفحات موقعنا الشاميّ اللبنانيّ السوريّ العربيّ العالميّ، وحاملاً اسم حرمون الأقدس، الجبل الذي زاره الملك التاريخيّ جلجامش، له الخلود، وتجلّى على إحدى تلاله الغربيّة المسيح العظيم، له السلام والإجلال، والتجأ إليه المقاوم التوحيديّ المسلم الشيخ الفاضل محمد أبو هلال، رضي الله عنه، فغدا مثلث العظمة والقداسة والخلود..
الزميل عادل نبي، تعرّض منذ أيام لمحاولة قتلٍ موصوفة باعتداء جسديّ في صحنايا، ريف دمشق، كان يودي به لولا لطف العناية الإلهية، ارتكبه مجرم سلفيّ ظلاميّ كان مجهولاً، لكنّه صار في دائرة الضوء، على مرأى من عيون الشام الخضر الحارسة فرصدته وحدّدته. وكلنا ثقة أنه سينال عقابه الحازم.
آلمني يا عادل، أن أرى جرحاً بجانب كتفك، وأنت يا صديقي للأسف لستَ مسلحاً سوى بقلم راءٍ، لستَ بروسلي يا رامبو!
آلمني أن تضطر لقصد طبيب مختصّ للحصول على تقرير طبيّ يوثق الأضرار والآثار لتحفظ حقك وتحمي بيتك.
لكنّك مثلي، لا تقبل أن تفكر بأن تاخذ حقك بيدك، ما دامت لنا دولة تتولّى المهمة، ليسود القانون بين الشعب ولتهنأ الناس باستقرار الدولة، وليعرفوا أن كل ثورة لا تمرّ برقي الدولة ولا تهدف إلى حضورها ليست ثورة بل حرب تخريب تستهدفهم هم قبل أن تنال الدولة.
زميلي عادل،
ونحن إذ نهنئك بالسلامة، ونهنئ أنفسنا بك، وباستمرار حضورك بيننا، ندعو الجهات المختصة في سورية الحبيبة للمتابعة في قضيتك لينال المجرم القصاص، المجرم لم يقدّر نعمة المصالحة أنها فرصة أخيرة للسماح، وأن العودة إلى الجريمة والتمرد، خاتمة وحيدة ووخيمة جداً.
ونحن في موقع حرمون، إدارة وزملاء نستنكر أشد الاستنكار استهداف أيّ صحافي زميل، فكيف أن يكون عموداً من أسرة حرمون، داعية السلام الوطنيّ والوحدة القوميّة.
وعندما نرى في قفص الحساب، أو على حبل المشنقة، سنقبّل أيدي رجال الأمن وجباههم، ونقول له هكذا تُحمى الأوطان وليس باتفاقات التسويات.
*مؤسس وناشر موقع حرمون، منسق منتدى موقع حرمون، كاتب وإعلامي.
الأربعاء – 25 آب 2021