مجدي نعيم
يبدو أن عدداً من الصفحات التي تخدم العدو الصهي-وني تحاول دس السم في العسل من خلال نشر خطابات وأحاديث ومقالات ظاهرها حق، لكن يُراد بها باطل، مثل خطاب (خلينا نفيق يا أخوتي سلاحنا للدفاع عن بعضنا، مش لنقتل بعضنا، دم الدرزي على الدرزي حرام، السويداء موحدة، السويداء حرة، السويداء لجميع أبناء الطائفة المعروفية، والسويداء ليست فقط لأبناء السويداء بل إنها مرجع وإلهام لكل درزي شريف حر في كل بقاع الأرض )…
وما إلى ذلك من مفردات معسولة بالعواطف والمشاعر الجمعية، لكنها تحتوي في ثناياها مصطلحات طائفية خطيرة، تجعلنا في معزل عن محيطنا العروبي الأصيل، وتعزز الروح الانفصالية التي ناضل المغفور له سلطان باشا الأطرش ورفاقه المجاهدون الأبطال لإخراج الموحدين الدروز منها إلى الحالة العروبية والوطنيه، ووضع حجر الأساس في الدفاع عن العروبة أولًا وعن وحدة سورية ثانياً وهدم الدويلة الطائفية التي أطلق عليها الاستعمار الفرنسي دولة جبل الدروز عندما قال: ((الدين لله والوطن للجميع))، ورفض رفضاً قاطعاً كل الإغراءات والامتيازات والوعود التقسيمية التي قدمت له من الفرنسيين والبريطانيين آنذاك، وبذلك استطاع بحنكته وحكمته واستشرافه للمستقبل أن يجعل من الطائفة المعروفيه نبراساً ومثلاً ودرعًا لحماية سوريه والعروبة، وأصبح له ورفاقه الثوار دور القيادة والريادة في تحقيق وحدة سورية، لذلك تم اختياره بإجماع كل قادة المناضلين والثوار في كل أنحاء سورية قائداً عاماً للثورة السورية الكبرى، وانتخب نائبًا له رفيق دربه ونضاله أبن بلدة خربا عقلة بك القطامي، الأرثوذكسي المسيحي، وبذلك أعطيت الثورة بعداً وطنياً وليس طائفياً أو إقليمياً.
وهكذا كان أجدادنا دائماً قوميين عروبيين سوريين موحدين، لذلك استطاعوا أن يتخطوا بوعيهم كل المخططات والمؤامرات التي حيكت لهم. ومع شديد الآسف أن تظهر أصوات اليوم تنادي بالطائفية، والتطرف. الذي هو مرض يصيب العقل بحسب الفيلسوف ديكارت، والأخطر في ذلك أن يكون هذا التطرف على ألسنة النخبة وقادة الرأي مثل النائب وليد بك جنبلاط وعدد من مشايخنا الأجلاء الذين يفترض فيهم أن يكونوا نبراساً ومشكاة للفكر التوحيدي الأصيل البعيد كل البعد عن التعصب والتزمت، وكم كنت أتمنى من قادتنا الروحيين لا سيما حضرات مشايخنا الأفاضل في الرئاسة الروحية للموحدين الدروز ومشيخة العقل أن يتصدوا بقوة لهذه الطروحات المتزمتة الهدامة التي لا تشبه مبادئ الإيمان التوحيدي ولا تمت إليه بصلة، وتجنيب الشباب الانزلاق إلى هذا المستنقع الخطير من خلال إصدار بيانات واضحة تظهر دورنا كموحدين في تعزيز الوحدة الوطنية والحفاظ على أمن واستقرار الوطن، بالإضافة الى شرح وتوضيح مبادئ التوحيد التي تحض على مكارم الأخلاق والفضيلة والتعامل مع الآخرين على أنهم أخوة لنا في الوطن والإنسانية، وتحذيرهم من خطورة تكريس هذه المفردات التي تجعلنا خارج العالم، وتسيء إلى تاريخنا العروبي وتراثنا الذي نعتز به.
#مجدي_نعيم، #التاريخ_العروبي، #التعصب، #التزمت، #التطرف، #ديكارت، #الدروز، #السويداء، #موقع_حرمون