كالعادة ،اشتعلت وسائل التواصل الإجتماعي بالتصريحات والبيانات وإعلان المواقف من رأس الهرم الى القاعدة ، وكل يُغنّي على ليلاه ،وليلاه مريضة في كل أماكن وجوده ، ويبذل جُهدا جبّارا ليبرهن أنه مع المقاومة وورث الوطنية عن والده وجده وأورثها لأولاده وأحفاده .
المناسبة دسمة وتتحمّل الإسقاطات المتنوعة والمختلفة الى حدود التناقض ،
فالكمين حدث كبير ، وقد يكون أكبر من حدث وأصغر من مؤامرة ، لكنه يحمل دلالات خطيرة تشبه دلالات كمين خلدة .
لذلك وجب التعاطي معه بحساسية ودقة ، ودون إفراط في الاتهام ولا مزايدة في الدفاع ، بل بوصف حقيقي يحفظ الهوية الوطنية والقومية ويُدين الخرق الكبير للمنطقة بعملاء يشكلون خطرا على البلاد .
خطورة الكمين أنه نقل العمالة في المنطقة من الأفراد الذين لا يعرفون بعضهم الى الجماعة المنّظمة ، وهذا ما يؤشر الى إمكانية تحويل الجماعة الى تيار .
كما وجب التعاطي بحذر مع وصف الكمين وأسبابه والنتائج التي يعوّل عليها العدو وجب علينا أيضا أن نتعاطى بمسؤولية مع تفاصيل الحدث ، وأقصد هنا المخارج التي منعت ارتكاب الجريمة وتحقيق غاية الكمين .
نحن نعرف حساسية التعاطي بين الطوائف ، ونعرف تشابك المصالح بينها ، ونعرف أيضا أن الطوائف تحاول الحفاظ على بعضها لأن وجودها قوية يؤمن استمراريتها ويمنع عمليات خرق كبيرة .
ولكن ما لا نعلمه ،كيف يمكن إخفاء حقيقة حماية المقاومين من قبل مقاومين في المنطقة ، وتجيير إفشال الكمين الى المرجعيات الطائفية .
لا يحتاج السوريون القوميون الاجتماعيون الى شهادات من أحد ، ولكن تحتاج المقاومة ويحتاج الوطن وتحتاج الأمة الى شهادة تُظهر أن المقاومة وطنية وقومية قبل أن تكون دينية وطائفية ،وظهور المقاومة بهذا الرداء القومي يحميها من غدر الطوائف والمذاهب وجماعة التطبيع وأصحاب نظرية أن الخيانة وجهة نظر .
نحن ضد التجييش الطائفي وضد توسيع هوة التناقض بين الطوائف ولكننا لسنا مع التفكير الطائفي والتوازن الطائفي وحماية الطوائف للطوائف .
لا يحصل ضرر إذا تمت الإضاءة من قيادة المقاومة على دور السوريين القوميين الإجتماعيين ، ولا ينخدش شعور القيادات الطائفية التي لا مانع من الإضاءة الى دورها في وأد غاية الكمين .
ولكن أن يصبح الكمين مناسبة للحديث عن نضال ومواقف قيادات الطوائف منذ نشأ لبنان حتى اليوم وتحويل أدوارها المشبوهة الى أدوار وطنية ، هذا ما لا يقبله العقل الوطني والقومي .
صمت السوريون القوميون الإجتماعيون ولم يتحدثوا عن دورهم في إطفاء حريق غاية الكمين ،وكان صمتهم ، كصمت المقاومين ، صوت الأحرار الذين لا يبغون سوى الانتصار على الأعداء .
نحن لا نطلب الانصاف من الطوائف فقد سبق أن حولوا عملياتنا البطولية الى تاريخهم وصمتت قيادتنا ” الهروب من أنصار ”
نحن كما السيد حسن اختنقت الدمعة في عيوننا عندما شاهدنا وبشا مخادعا يضرب مقاوما شريفا ، وبعضنا غضب وثار وشتم ولعن وتمنى لو كان حاضرا ليفعل ما يجب أن يفعله .
السوريون القوميون الاجتماعيون لا يطلبون إنصافهم ولكنهم من موقع الحريص على وطنية وقومية المقاومة ، يطلبون إنصاف المقاومة العابرة للطوائف والمذاهب
العبرة في النتائج . إنطفأ فتيل آخر ، ونقول لمن أطفأه أنت بداية الطريق لإنقاذ الحزب من الاستزلام والتبعية ، وأنت بداية الطريق لإنقاذ المقاومة من الطائفية والمذهبية .
دمتم للحق والجهاد
ولتحي سوريا وليحيا سعاده
نداء العمل القومي
اللجنة الإعلامية في 8/8/2021