هاني سليمان الحلبي
يتوهّم الأغبياء الذين يقودهم عميان البصيرة والقلوب وناقصو الذمم وعديمو الأخلاق الذين لا انتماء لهم، لمبدأ أثيل ولا لوطن أصيل، ومن خلف الجهلاء والأغبياء والدخلاء على التاريخ التوحيدي، فئة لا إيمان لها ولا ذمة ولا وجدان، تتعامل مع الدروز قطيعاً يسوقة بعصا البيك او مثيله، بعصا الوزير او الأمير، أو الباشا، قطيعاً يخاف الجيوش والجحافل، ويخاف ذوي السلطان ومقدّمي المحافل.
تصوره هذه السياسة المأجورة دوراً لسلطان تركي، وطوراً لملك خليجي وتارة لأمير أعرابي، وحيناً يوهمون الناس الدروز أنهم طابور خامس لدولة صهيونية يهودية، ينتقصون من مشرقيتهم الشامية، ومن عروبتهم، ومن إسلامهم، ويحرضونهم على المقاومة أنها ستهدم قراهم وبيوتهم وتكيد لهم الشر والخراب.
ويوقعون ما بينهم وبين سورية أنها عدوة لهم قتلت زعيمهم في لبنان وهوّلت عليهم حتى صالحها ابنه، ويوغرون الصدور أن الدروز مظلومون في كل دولة عربية بينما هم في حضن دولة أتباع موسى وأحفاد بن غوريون يتسنمون المراتب العالية، جنرالات دم ووزراء حقائب، ونواب برلمان ونافذين لا يرد لهم طلب.
ها هم الموحدون الدروز بأصواتهم يتضامنون ويتصدّون من الكرمل ومن الجولان ومن كل فج عميق ينتخون لإعادة بناء ما هدمته الجرافات الإسرائيلية في عزبة الشيخ يوسف أمين معدّي في مدينة يركا الجليل الفلسطيني.
ويظنون ان دولة العدو كيان قانون وديمقراطية وأمن وسلام. وأن الكل فيها سواسية، حتى يشتهي أحدهم لو تعود حبيبته “إسرائيل” ليعود الدولار إلى ليرتين ونصف، كما كان عندما احتلت لبنان، ولولا العيب والحياء لقال عندما خلّصت لبنان من الوحش الفلسطيني ومن الجيش السوري العدو!!
لعب هذه اللعبة السيد جنبلاط وكثيرون. وماذا حصل؟ أوغروا قلوب الناس على المقاومة وعلى سورية وجففوها حتى أصبحت يابسة من المشاعر قابلة للانفجار والاشتعال عند أول ثقاب.
وأتى الثقاب أمس الجمعة في 6 آب، أطلقت المقاومة في وضح النهار 21 صاروخاً من أحراج بعيدة عن العمران والسكان بما لا يقل عن 15 كلم. وعندما عادت الشاحنة الراجمة تصدّى لها أحد المشبوهين بالصيت السيئ لمصلحة العدو. واستنفر الناس وتكالبوا على 4 مقاومين يتفاخرون أنهم “كسروهن بنص شويّا” و”أنهم من “حزب الله أبناء الكلاب..” (يا عيب الشوم، كيف يسمح رجال دين أن يشتموا بلا وجه حق من يبذلون بيوتهم ونفوسهم لأجل حماية بلدهم وأرضهم وعرضهم، ومنهم الشاتمون).
هذا وجه ناصع للدروز في فلسطين، مخالف للوجه السائد بفعل الدعاية الجنبلاطية، للأسف، التي لم تقم بنقد ذاتي حقيقي، لسياسة خاطئة، لم تجلب سوى الفشل لها ولمن يتبعها. ولكن لم يفت الوقت بعد. الآن الآن قبل الغد يمكنكم إصلاح أخطائكم!!
لأهل السياسة الفئوية، لأهل الدين الذين لم يفهموا من دينهم سوى زيّ كركلا، الحالة نفسها التي كان عليها اليهود عندما اتاهم المسيح، ليقول لهم إن الأشكال بلا روح هي فارغة، والأحرف الميتة تقتل، متى كانت بلا روح. ولا يجوز تحول الجماعة الدينية عصابة عديمة الأخلاق والنبل والكرامة، تلتف بلا عقل ولا وجدان بالعشرات على 4 شبان، كل همهم هو الدفاع عنا جميعاً.
رب ضارة نافعة. هل أتى وقت الصحو من السكر الفئويّ!
أثبتت قيادة حزب الله، ومن ورائها المقاومة الإسلامية نبلاً خاصاً وفريداً كعادتها، وأثبتت ترفعاً وصبراً وبصيرة، ولم تبادل رد الفعل الأهوج من بعض الدروز برد فعل سيئ، من أي نوع!
وتوّج حكمة حزب الله رأي المرجعية الشيعية في قم، بما يشبه الفتوى، ترفعاً عن أي أذى للدروز، فمن يؤذيهم مأثوم ومذموم. هذه الحكمة كانت من شيم الدروز وحالياً في الواقع نفتقدها، في الكثرة المتكاثرة، ما عدا قلة متناثرة، لا تؤثر في اللحظة الحاسمة.
متى يعود الموحدون للدراسة في قم او النجف، ليستعيدوا ما أفقدتهم إياه الزمر الرجعيّة الغرّارة؟!
وتضمّن رأي المرجعية الآتي:
“جواب سماحة العلامة الشيخ أسد محمد قصير حول موقف المرجعية من طائفة الدروز خصوصاً في ظل الحدث الأخير في جنوب لبنان:
————————
بسم الله الرحمن الرحيم
وصلّى الله على محمد وآله الطاهرين.
إن الموحدين الدروز هم أخوتنا في الدين وأبناء جلدتنا، ويفتخرون أنهم فرع من شجرة الإسلام المحمدي العلوي الفاطمي.
وهذه الطائفة لها مواقف عظيمة وجولات جليلة في الدفاع عن الأمة والأرض والعرض؛ فالنيل منها مذموم، والمسيء لأبنائها مأثوم، والطعن في ولائها مرفوض، والتفرقة في الأمة تجاوز للحرمات، والفتنة بين المسلمين من أخطر المهلكات، ومفرح للعدو والدول المستكبرة الخبيثات، ومخالف لنهج المرجعيات، وإعراض عن القرآن الكريم ومنهج الرسول العظيم وآله الطاهرين، ومَن يرتكب خطأ أو خطيئة من أي مذهب أو طائفة فهو من يتحمّل حسابها وعقابها ولا تزر وازرة وزر أخرى.
مدينة السيدة فاطمة المعصومة (عليها السلام) حوزة قم المقدسة”.
فتأمّلوا!!
#موقع_حرمون، #هاني_سليمان_الحلبي، #المرجعية، #حوزة_قم_المقدسة، #الدروز، #يركا_الجليل، #وقفة_صمود_وتصدّ، #شويا.