*بقلم // جهاد أيوب*
بعد بيان وموقف شيوخ خلوات البياضة، وشيخ عقل طائفة الموحدين الدروز الشيخ نصر الدين الغريب يوقف كل تداعيات جريمة بلدة شويا الجنوبية بحق المقاومة، وكل المزايدات تقف، وتموت عند أعتاب مشايخ البياضة، ولكن وجب قراءة ما حدث فنياً، واستراتيجياً، ومحلياً بكل وضوح، وخارج الزعل والحقد الدفين، ونيران الطائفية التي قضت على كل ما هو جميل في الإنسان!
من الناحية الفنية نجد أن الفيديو الأول الذي سرب عن كبائر جريمة بعض المبتورين من قرية شويا ليس محل صدفة، أو نقل عابر، بل خطط لتصويره قبل وقوع فعل جريمة الكبائر، زاوية التقاط المشهد واضحة البعد والمقصد، والغاية دون نقاش نقل الكلام الخطير الذي قيل من أكثر من شخص ينطقون باللهجة الدرزية، وهذه لها دلالاتها الجرمية المتعددة.
والأكثر غرابة أن الفيلم الأول بث عبر السوشال ميديا قبل بيان المقاومة بأكثر من ساعة…يعني كل الفعل هو بنية صهيونية ليس أكثر!
لقد تم أخذ المشاهد عن بعد، ومن خارج التقاط الأحمق الغبي الذي هجم على رجال الله، والناطق بكلمات فتناوية المقصود منها افتعال حادثة تهجير لمن يسكن هناك من بني معروف، يأتي بعدها مشاكل بين أهل الجبل وأهل بعلبك والضاحية وطريق بيروت الجنوب!
وما نشر بعد ذلك من أفلام عن الجريمة الكبائر كانت مختلفة شكلاً ومضموناً، ومن زاوية مختلفة، فقط الحقيقة فيها أن زمر طائشة أجيرة متصهينة في حقدها تدعي الانتماء إلى الدروز طعنت رجال المقاومة من الظهر، وهنا المشكلة الأكبر، وجريمة لا توضع إلا في أعمال الكبائر، والكبائر عند بني معروف أكبر من خطيئة، لذلك وجب أن تحل خارج تبويس اللحية، بل من خلال قراءة متأنية لهذه الكبائر، وتوضيح الصورة من الداخل، ومن ثم الشفافية مع المقاومة التي حمت الدرزي والسني والمسيحي قبل الشيعي في كل مكان دخلته من سوريا إلى فلسطين وكل شبر في لبنان.
على مشايخ بني معروف أخذ ما حدث في قرية شويا بعين الصقور، ووضع نقاط العملاء على حروف الانتماء، وملاحقتهم، فما حدث ليس صدفة بل قرار مخابراتي عدائي اختراقي بامتياز، والمقصود منه كشف ظهر المقاومة وطعنها بين من حمتهم وتعتقد أنهم من أهلها، والمطلوب هو تحقيق من مشايخ بني معروف، وكشف كل من هو عميل، والعمل مع المقاومة بشفافية وتصر على كلمة ” شفافية” وصدق، وتسليم الزمر التي صورت وتكلمت وحمت فعل الغبي الذي فعل فعل الكبائر، ومن ثم الانفتاح على أهل الجوار، وعقد حوارات وندوات متنقلة وفي قلب القرية، فهذه الكبائر أخطر مما يتصورها عاقل في نفوس بيئة المقاومة، لا بل حتى من هو ليس مع المقاومة سيعتبرها ضربة ضد طائفته، ونحن في لبنان لا نحتاج إلى مزيد من شروخ، وأحقاد، وفتن قد تتنقل، ونحمد الرحمن أن بيئة المقاومة وقادتها استوعبوا الجريمة الكبائر، والطعن الخلفي برحمة أهل بيت النبوة!
والمشكلة القاسية كمراقبين تكمن في كيفية انكشاف المجموعة، وهل هذا يعود بسبب الغرور، أو الثقة الزائدة، أو عدم التخطيط المدروس، أو ما لا نعرفه…؟…وباعتقادي قادة المقاومة لديهم الجواب والقرار والعقاب لمن أخطأ، وانكشاف هذه المجموعة من مخابرات تراقب، وأحقاد بعض العملاء علمت بالعملية لا يبشر بالراحة!
كما أن على المقاومة قراءة للحدث وهي تفعل دائماً، وتبني استراتيجية مغايرة كلياً لا تعتمد على التسامح والأمان…وسأشير بكل صدق وشفافية، لو أن هذه المجموعة المقاومة انتقلت من شبعا، ونحن ندرك ما فعله إعلام، ونواب وساسة ورجال دين تيار المستقبل من زرع الحقد، والعداء للمقاومة ماذا كان سيحدث؟!
نعم، نعلم بوجود شرفاء في شبعا ومقاومين لكنهم اليوم ينقسمون بين قلة ومشوشين، وكذلك في شويا والسبب إعلام السفارات الغربية وأموال السعودية والإمارات، والمال الحرام أفعى، والدليل كثافة الأصوات الانتخابية في الدورة السابقة التي اختارت من هم ضد مشروع المقاومة، وكذلك في الانتخابات المقبلة…ويكفينا تجميل وتكذيب!
أشير إلى هذا مع التذكير بعصابة قطاع الطرق في الدامور والناعمة والجية وخلدة، وغالبيتهم من حزب وليد جنبلاط ( تصريحاته بعد كبائر شويا تبشر بمشاريع مشابهة ومتنقلة، ونتركها للرئيس بري كي يعالج صديقه منها) وسعد الحريري وعدوه بهاء الحريري، وافتعال جرائم قوات جعجع السعودية في 4 آب، وكذلك جريمة خلدة منذ أيام، واللافت أن غالبية من نزل الشارع بسلاحه كان من السوريين…كل هذه الأحداث تطرح السؤال التالي: كيف دخلوا، ومن يحميهم، ولماذا هنا، وأين مخابرات الجيش اللبناني وأمن الدولة والأمن العام ومخابرات المقاومة من قطاع الطرق؟!
ما حدث ويحدث، وسيحدث يعني أن ظهر المقاومة في الداخل اللبناني لم يعد أمناً، وصهاينة الداخل ينتشرون بين الطوائف دون رادع، وحزب إسرائيل هو الأكبر في لبنان دون نقاش، وهذا يتطلب استراتيجية مغايرة عند المقاومة أهمها أن تعتمد على الحسم!
وأيضاً لا بد من التذكير بحادثة قام بها بطل العروبة سلطان باشا الأطرش، وهي أنه احرق دارته حينما علم بأن إبن أخيه سلم المقاوم اللبناني العاملي أدهم خنجر إلى الاحتلال الفرنسي بعد أن احتم به، وقال سلطان باشا آنذاك:” الدار التي لا تحمي من يطلب حمايتنا يجب احراقها”…وما حدث من صبيان أغبياء في قرية شويا يتطلب من شيوخ نجلهم، ونحترمهم من بني معروف أن يحرقوا كل من يفكر بطعن ظهر المقاومة حتى تبقى راية سلطان باشا الأطرش مرفوعة!
المصدر: موقع “iconnews