ناديا سعادة*
اسمعوا لهذا الشيخ…
اسمعوا لهذا الشيخ…
للبذخ الهائل في الفلسفة
العمق الزاخر بالوعي النظيف
فاق كلّ ضحلٍ و ” مزبلة ”
اسمعوه جيدا…
حين يُفرّقُ بين تاريخِ الوجودِ
و بقايا المهزلة…
تعلموا من حنينه الأصليّ
جنون البقاء في شقاء المحرقة
اسمعوه جيدا
ليس كعالمٍ كتب نظريةً
أو جال في أروقة المكتباتِ
ليشربَ زهد المعرفة…
اسمعوه جيدا….
تلمّسوا قدرته المُعلَّقة…
بين حذاء فدائيّ ،
و غبيٍّ لم يفهم المسألة…
ليس كلّ الفكر رصاص
وبعض الفكر مغلبة
هي فلسطينُ…
ومن لا فلسطين له..
لا كرامة له..
ومن لا فلسطين له..
لا عرض له..
ومن لا فلسطين له..
لا مجد له..
وليدفن رأسه في رمال مبعثرة
لاهبةٍ مُعَفّرة
اسمعوا لهذا الشيخ..
حين ساوى بين البقاء في الطينِ
يحملُ معوله…
وبين حصون الثورة المُشتتة
لا يريدُ باريس حضنا
إنّ أحضان بلاده مُقدّسة
سجادة للصلاة عند قبره
حين يمضي وحيدا
مثل كلّ فخر
في هذا الزمان المريرِ
حيث القلوبُ مُتَفَرِقَة
*قانونية وكاتبة فلسطينية/الأردن