اكد رئيس تيار المستقبل سعد الحريري انه مرتاح، قائلا: “أبلغت رئيس الجمهورية ميشال عون استعدادي للانتظار 24 ساعة جديدة ولا أعرف لماذا فُهم التمنّي أنّه فرض”.
وفي مقابلة خاصة تحت عنوان “من دون تكليف” مع مديرة قسم الأخبار والبرامج السياسية في “الجديد” مريم البسام، اكد الحريري ان “ما اعتذر عنه اليوم هو حكومة رئيس الجمهورية ميشال عون لأنّها ستكون حكومته وهو يريد تسمية الجميع فيها والحصول على الثلث المعطّل، بالاضافة الى ان التيار الوطني الحرّ لن يمنحها الثقة”.
ورد الحريري على تعليق البسام التي قالت له “ما بتحكي مع جبران باسيل”، مجيبا: “أنا بحكي مع فخامة الرئيس”.
وتابع الحريري: “سألت الرئيس عون عن منح الحكومة الثقة فكان الجواب أنّ كتلة “لبنان القوي” لن تعطي ثقة كاملة بل ربع ثقة”.
واشار الحريري الى انه غيّر الحقائب السيادية، موضحا ان “أبقيت 8 وزارات لرئيس الجمهورية وأبلغته استعدادي للبحث إذا كان لديه أي تعديل”، متابعاً “أساس الاعتذار هو لأننا نضيّع الوقت من أجل تشكيل الحكومة في الوقت الذي يحتاج فيه البلد لحكومة سريعاً”.
وشدد الحريري على ان “رئيس الجمهورية “حامل السلم بالعرض” مع تشكيل حكومة مع الحريري” و”سعد الحريري لن يمضي بحكومة ميشال عون ولا حكومة “مين ما كان” ولا يمكن إدارة البلد بحكومة ميشال عون”.
واصرّ على ان هناك فريق قرّر أنّه “لا يريد التعاون مع سعد الحريري”، مضيفا ان ” اعتذاري عن التشكيل هو لأنني رأيت أن رئيس الجمهورية لا يريد أن يشكل و”عندما يقرر متى الاستشارات أتحدث مع حلفائي ونقرر ماذا سنفعل”، مشيراً الى انه يرفض الفراغ بالمطلق و”وجدت نفسي أنّني أصبحت جزءاً من هذا الفراغ الذي يستمتع به الرئيس عون”.
ورداً على كلام رئيس حزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط ان الرئيس عون والرئيس الحريري اجهضا الحكومة، اجاب الحريري: “إذا كان جنبلاط يعتبرني جزءاً من إجهاض تشكيل الحكومة فشكراً له ولا داعي للردّ عليه”.
اما عن تسمية رئيس حكومة جديد فقال الحريري: “لن يسمي تيار المستقبل أحداً لرئاسة الحكومة ولكن لا نعطّل البلد وقد نعطي الثقة للحكومة إذا كانت منيحة”.
واكد ان “الدولة اثبتت اليوم أنها فشلت بادارة كل القطاعات بينما القطاع الخاص نجح”.
وتابع الحريري: ” يفبركون أنّ رئيس الوزراء لا يحق له تسمية المسيحيين في وقت سمّي مسيحيون دائماً بهذه الطريقة”.
واشار الحريري الى ان رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع “اتخذ قراره بعدم المشاركة في الحكومة وحاولنا معه أكثر من مرة ولم ينجح الأمر”.
وشكر الحريري رئيس مجلس النواب نبيه بري على كلّ مواقفه في هذه الفترة و”أبلغت الرئيس برّي أنّني ذاهب لأقدّم تشكيلة إلى الرئيس عون”.
ورداً على سؤال حول ما إذا ضغط “حزب الله” على رئيس التيار الوطني الحرّ النائب جبران باسيل، اجاب الحريري: “البلد أهمّ من أي حليف و”حزب الله” لم يقم بالضغط الكافي والناس يعرفون ذلك وأنا مستعدّ للتضحية بأيّ كان لأجل البلد حتّى أنّني ضحّيت بنفسي”، متابعاً “السعودية لديها مشكلة مع الحزب ومع لبنان ومن السذاجة أن يظنّ البعض أنّ مشكلتها هي سعد الحريري والمشكلة الأساسية هي ميشال عون وتحالفه مع الحزب”.
وقال الحريري: “لا أصوّت مرة أخرى لجعجع لرئاسة الجمهورية وهو من أتى بعون رئيساً ويقوم بتحميلي المسؤولية”.
وأعلن الحريري أن “ورقة “سيدر” كانت تحذر من الانهيار و”قلنا إنّه إن لم تحصل الإصلاحات فذاهبون حتماً إلى الانهيار ولكن لا أحد يقرأ”.
وتابع الحريري: “الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي كان حريصاً على تشكيل الحكومة والمواقف الصادرة أمس هي دعم لي ولكنّنا لم نناقش مسألة الاعتذار”.
واوضح ان السعودية عملت، في الحرب الاهلية، مع الدول على الطائف لمساعدة اللبنانيين و”السعودية خلال كل السنوات ساعدت لبنان”،لافتاً الى ان “السعودية لم تقدم للبنان السلاح ولم تقم بـ 7 أيار بل هي أعطت السلام للبنان ولا تريد إلا الخير للبنان كما كل دول الخليج لكن لديها مشكلة مع فريق اسمه حزب الله”.
وعن زيارته الى مصر، قال الحريري: “ذهبت إلى مصر للبحث في موضوع تأمين الغاز المصري للبنان عبر سوريا وناقشت مع الرئيس السيسي ملف الغاز لتخفيض فاتورة الكهرباء عبر الحكومة الجديدة رغم أنني لست رئيسها”. واعتبر الحريري ان “السابقة التاريخية هي الرسالة التي وجّهها الرئيس عون إلى المجلس النيابي لسحب التكليف من سعد الحريري”.
وحول قضية اغتيال الرئيس رفيق الحريري، قال الحريري: “الحقيقة بالنسبة لي مقدّسة ولكن هل تظنّون أنّني راضٍ عن قرار المحكمة الدولية بإدانة سليم عياش كفرد ولكن ارتضينا نتيجة “.
وبقضية انفجار مرفأ بيروت، اوضح الحريري ان “إذا أردنا أن نعرف الحقيقة بما خصّ انفجار المرفأ فعلينا الذهاب إلى التحقيق الدولي”.
وعند سؤاله عما اذا كان سيمثل امام القضاء في حال تم وفي استدعاءه الى التحقيق الدولي، اجاب الحريري: “ايه بروح”. وتوجه الحريري الى اهالي ضحايا الانفجار بالقول: “لا تضيعوا وقتكم مع القضاء وحتى لو سجن فلان وعلتان ماذا يفعل مع من احضر النيترات ووضعها وتصرف بها؟”
وتابع: “ان شاء الله ينحبس مين ما ينحبس في قضية المرفأ ولكن هل هذا هو فعلياً سبب الانفجار؟ هناك نيترات وصلت إلى بيروت وفُجّرت فيها وما أريده هو معرفة من جاء بالنيترات إلى المرفأ”.
وفي سياق منفصل، أردف الحريري “انا كنت ميلياردير وبطلت ميلياردير بلبنان كل مصرياتي صرفتن هون”.
واكد الحريري انه يريد التدقيق الجنائي في كل الملفات ولا يريد حماية احد.
موقع حرمون