ناديا سعادة*
” يما ” يا إياد ما تموتيش ”
بنيت لك الدار”
، لا تمت…
جمعتُ حجارة الخليل
لنفرحَ حين تفرحَ الأيام
و نغني ” الميجنا”
و نوزّعَ الأحلام
و نُردّدُ جملةَ لراعي الشعبِ
تحت ظلمة الأكوان
يا جليلَ القدرِ
ابن دمكَ جريحا
غائبا بين لُجّةِ الأحزان
أوَ لا يكفيكَ دهرك ظالما
ساكتا عن السجّان..؟
لا تمت…
هذي بيوتنا الشامخة
بالودّ والحنان
تعيشُ بانتظارٍ ،
تحيا بإيادٍ
يا شدّة الآلام…
لو تعرفين عمق جرحي
لألقيتِ الجسدَ المرميّ
في غمّةِ الأمواجِ والأهوال
لكنكِ يا أمي _ قلبٌ صفا
حين شابت الضمائرُ بالخذلان
لا تمت…
عروسك المنذورةُ ترجو اللقاء
وكلّ يومِ تُهديكَ الفلّ و الغناء
وتسألني أيقدرُ القلبُ على الحرمان.. ؟
لكَ في الخليل دارٌ
مشبوكةٌ بالوردِ والخلّان
إذا ما جئتها عائدا
سيرقصُ الأصحابُ
و نذبحُ الخرفان
يا قلب أمك المدميّ
يا قسوة السجّان
أيعودُ لحضني ميتا…
يا قهرها تلك الليالي ،
كم يحلمُ الإنسان..!
آهٍ لوجعِ الفراقِ الثقيلِ
كلما بدأ النزعُ الأخير
لكنها رحمةٌ ظاهرها عذابٌ
سأهدمُ بعدك البيتَ و الأركان
سترتدي عروسك السواد
و نبني في سماء الخليل
خيام الموت القديم
لن ننسى ثأرنا الطويل
بالذلّ والغفران.
*قانونية وكاتبة فلسطينية/الأردن