ناديا سعادة*
فتى من القدس
لو نظرةً منكَ تكفيها
لو رمشة عينٍ تكفي ما فيها
أنا من القدسِ
ولي كلّها ، وما فيها
إنّ الليالي بيضٌ ، وسودٌ مآقيها
سلاما للفتى أسدٌ في منافيها
إنّي لا أُصدّقُ منابرَ الأسيادِ
كفّوا و لا تبقوا في روابيها
إنّ الفتى سيّدها وحاميها
لا يهابُ العِدا ، و يفديها
آهٍ لقلبكَ حين ينبضُ بحبّها
وآهٍ لقلبي حين يحسُّ نبضكَ و يجري بها
إنّ القدسَ مدينتي ، وما عليها يبقى
كتاريخِ الأنباء والأنفال كَرْما لماشيها
تبا لكلّ ساخرٍ من حبنا ،
ورفقا بالفتى حين يرميها ،
ويرميها بحجارةِ عشقٍ و يُنْسيها
هموم الظلمِ في شهورِ لله تُنْجيها
تقبّل الله نظرتك شجاعَ القلبِ
والقلبُ بصيرةُ الفتى تُسرُّ باريها
يا الله كم ضاقت وكم فرجت،
إنها صروم الدّنا تُعذّبُ الورى
ولستَ بمنقذِ ميّتٍ ولست للنفس محييها..!
العمر واحد أعرف غايته وأحكيها
عزيزُ النفس رئيفٌ طبعه
سيفُ الهدى بالعين يُرقيها
ورقية القدسِ غير آيةٍ
خطى الفتى يهزّ أركان عاديها
لا نجمة بالسدس بل كلّ أضلاعها
مثنى وثلاث على مُربّع حواشيها
تلك القدس أطهرُ بقعةٍ
تنحني لها الرؤوس و تبريها
إنّ الليالي حالكاتٍ حين غفت
و الجندُ يصبّون الكره كؤوساً
سيكسرُ الفتى كعوبها جَلَدا
ويصيرُ نبيذُ الخوفِ شرابَ دمٍ
كأنّ موعدنا غدا ،
يأتي الفتى بنهارِ مشرقنا
فجرا جميلا يهزّ أمانيها
فمن يُخبرني اسمَ الفتى…!
أُسمِّيه عليّا علا صخرة عزةٍ
ونبا خبره لقلبي مُنصِفا
أيها الفتى… مرحبا
هويتك هوىً مقدسيا بالنوى
إنّ الأسود تبقى أسودا
و النعاجُ تفرّ من وغى معانيها
سلاما إلى كلّ فتى حرٍّ
بحرفٍ يشقّ مآذن تعلو
على فجرٍ
على قدسٍ
وجهك يا فتى أحلى ما فيها
أغني فخرك شعرا
لكنه يعجز بالوَما
ويقدرُ بالشوقِ دنيا ،
إليك يُهديها….
#القدس
*قانونية وكاتبة فلسطينية/الأردن
موقع حرمون