ناديا سعادة*
أُهديكِ وردة …
يا سهى القلبِ والوحدة
و أنا أبقى بالصبرِ إمرأةٌ أُخرى
على أطلالِ دمعة
لو كنتُ قربكِ لَمَرّتِ المحنة
أقدارنا ولو صعبة
لا تقلقي صغيرتي
ما هي إلا دُنيا
لقاؤنا الأخير يأتي
مداد العمرِ على نقمة
رحماكِ حياتنا موتٌ
صار الموتُ للعذابِ رحمة
ماذا أقولُ لمودّعها
قبّلْ جبينها عنّي
إنّ رحيلها غيابا قسوة
أُهديكِ وردة …
أَ تذكرينَ حين لعبنا ،
ومشينا و تعبنا..!
أَ تذكرين حين رسمنا
دروبنا الطويلة ليلة..!
أَ تذكرين حين سألتِ…
من ذاك الرجل الغريب
يجلسُ عندنا سهوا..!
وقلتُ لكِ… أبٌ غاب عمرا
فضحكتِ… لي أبٌ عرفته شذرا
فغضبتُ منكِ
بل عرفتهِ جذرا
فعانقتنا عناق الصغير حُضنا
وتلك الليلةُ كُنّا ما كُنّا…
أُهديكِ وردة …
و ” يافا ” قربكِ تعودُ جسرا
ماذا نقولُ عن غباء الحياة
و ضياع الطريق
و اغتيال الورد الطليق..!
ماذا تُفيدُ دموع الوجعِ اللصيق.!
ماذا نكتبُ للمنتظرين سقوطنا..!
لا تفرحوا…
لا تفرحوا…
حين اخترنا الطريق
كنّا نعرفُ كيف نعشقه
مثل رفيق
وحين مشينا دروب الورد العتيق
كنا نأملُ يمشيه معنا صديق
لكنها محنة الحياةِ
حين يغدرُ الشوكُ قلب وردة
واليدُ الأخرى
تغرسُ خطوة
أهديكِ يا سهى وردة
لا تُثقلي وجعي العميق
لا تغيبي أكثر من سنة
سآتيكِ بعد قليل
بخبزٍ دافئٍ ونبيذ
يشربه الأتقياءُ فقط
ماءٌ رقيق
أرشّه كل يوم
فوق وجه شهيد
*محامية وكاتبة أردنية
موقع حرمون