مروان سليم
لو عاد إلينا أنطون سعاده في هذا الثامن من تموز لكان توجه من جديد إلى شعبنا في فلسطين المحتلة وقال لهم أن من كبرى مآسي النكبة الفلسطينية تخلي دول الهلال السوري الخصيب عن فلسطين، وجعل الفلسطينيين ينزوون في منظمة التحرير وفصائلها ومنظماتها وشعار “القرار الفلسطيني المستقل”، متوهمين أن تلك المنظمات الكيانية أو الأسلامية، من “فتح” التي تخلت عن السلاح، إلى السلطة الفلسطينية المتعاملة مع الأحتلال، إلى “حماس” المرتبطة بقطر وتركيا وإيران، ستعيد إليهم فلسطين، ولكان إنبرى ليحذر ولينبه من إستفراد فلسطين والفلسطينيين، ولكان سعى من جديد إلى إنشاء فرق قومية إجتماعية نظامية مسلحة مدربة تتشكل من مناطق الشام والعراق والأردن ولبنان وفلسطين لمواجهة الغزوة اليهودية الأستيطانية بخطة نظامية قومية معاكسة تشمل لبنان والشام والعراق والأردن وفلسطين تعمل بقوة واحدة وقرار واحد لدحر المشروع اليهودي وتحرير فلسطين من البحر إلى النهر وتعيدها إلى الوطن السوري.
لكان توجه إلى شعبنا في الاردن ليقول له أن كل إتفاقيات التطبيع والسلام وكل الضمانات الأميركية لن تحمي الأردن من الخطر اليهودي الذي يريد كل الأرض السورية من الفرات إلى النيل، وأن لا خلاص للأردن إلا بأن يمزق إتفاقيات الذل والعار والمهانة التي تجعله اليوم يتوسل من دولة الكيان الإسرائيلي المغتصب أن تبيعه بعضا من مياه بحيرة طبريا، وأن خلاص الأردن الوحيد هو في جبهة قومية مع الشام والعراق ولبنان تستعيد طبريا ومياه طبريا وأرض فلسطين وتحرر الأرض المحتلة وترمي اليهود في البحر وتعيدهم إلى من حيث أتوا.
لكان خاطب شعبنا في عراق العظمة والحضارة والتاريخ وحذره من جديد من المطامع الإيرانية والتركية والإسرائيلية، ولكان طلب من العراقيين النشامى أن يتحرروا من الهيمنة السياسية الثقافية الفارسية ومن المظلة السياسية الأمنية الأميركية، ولكان ندد بجرائم إيران وتركيا في قطع الأنهر وموارد المياه عن العراق وتصحير أرض الشرق السوري وتجويع العراقيين، ثم كان رفع مذكرات إلى الأمم المتحدة ومجلس الأمن للنظر في تلك الجرائم، ولكان أكد لأهل العراق أن ليس لهم إلا أهل الشام وأهل الأردن وأهل الكويت وأهل لبنان وأهل فلسطين وأهل قبرص في مواجهة الأخطار التي تهدد الأمة في شرقها السوري.
لكان توجه إلى شعبنا في الكويت ليقول له أن جغرافية الكويت وتاريخه ودورة حياته الاجتماعية الاقتصادية هي جزء من دورة الحياة العمرانية في سورية الطبيعية وأن قوة الكويت وثروتها ومواردها إمكانياتها الفكرية والثقافية والسياسية والاقتصادية يجب أن تكون في خدمة الأمة في وطن سوري واحد يكون فيه الكويتيون مواطنون متساوون في الحقوق والواجبات مع باقي العراقيين والأردنيين والشاميين والفلسطينيين واللبنانيين والقبارصة.
لكان توجه إلى شعبنا في قبرص ليؤكد له أن إزدهار قبرص وتطورها وإرتقاءها ليس في الأرتماء في حضن الأتحاد الأوروبي وأن قبرص مربوطة بوحدة الحياة الأجتماعية الاقتصادية العمرانية مع الداخل السوري وأن دولة سورية مركزية قوية، مدنية علمانية ديمقراطية، لا بد من أن تعيد ربط قبرص وأهلها بالداخل السوري، وأن عامل اللغة لن يكون أبدا عاملا يبعد السوريين عن نجمة الهلال السوري الخصيب.
لكان توجه إلى شعبنا في الشام وقال له من جديد أن وحده الفكر السوري القومي الاجتماعي، المدني العلماني الديمقراطي التوحيدي، قادر أن يوحد المجتمع في الشام وأن ينزع فتيل النزعات العنصرية والمذهبية والطائفية والعرقية، ويضع حدا لأفكار العروبة الوهمية الزائفة والإسلام الظلامي السلفي، لكي تعود الشام قلب الأمة النابض بالعزة والقوة والشموخ والمتوهج بالفكر القومي الاجتماعي التوحيدي الجامع القادر وحده على لم شمل الأمة في مواجهة الغزوة اليهودية الأستيطانية وباقي المطامع الأجنبية.
لكان توجه إلى أهلنا في الأسكندرون وكيليكية وديار بكر والأحواز وسيناء وفلسطين وقال لهم أن حياة الأمة وحيويتها ومنعتها وقوتها هي التي تقرر سيادتها على أرضها القومية، وأن الأمة السورية لا يعنيها شيء من كل الأتفاقيات التي تنازلت فيها الأنظمة الكيانية عن أراضي الوطن السوري في شماله وشرقه وجنوبه، وأن دولة الأمة السورية القوية لا بد وأن تفرض سيادة الأمة على أرضها لتعود الأسكندرون وكيليكية والأحواز والجولان وفلسطين وسيناء إلى سورية مهما طال الزمن، ومهما أمعنت عمليات التهويد والتتريك والتفريس.
لكان توجه إلى شعبنا في لبنان وقال له أن الحزب السوري القومي الاجتماعي بريء من هذه المنظومة السياسية اللبنانية الطائفية الفاسدة التي خربت المجتمع وقطعت أوصال الحياة ودمرت الاقتصاد وسرقت أموال المودعين اللبنانيين وغير اللبنانيين ونهبت المال العام، وأنه سيواجهها بكل ما أوتي من قوة على جميع الأصعدة المدنية والسياسية والفكرية والأجتماعية، وأن الحزب السوري القومي الاجتماعي قد تحالف مع بعض القوى السياسية في لبنان من أجل توطيد السلم الاهلي ومقاومة الخطر الأسرائيلي وليس لكي تنفذ تلك القوى السياسية جريمة العصر الثانية التي أدت إلى نكبة لبنان بعد نكبة فلسطين.
لو عاد إلينا أنطون سعاده في الثامن من تموز 2021 لكان أعلن الثورة القومية الاجتماعية الثالثة في مواجهة الطغيان والفساد وقوى الشر والظلام وقوى التخلف والتآمر، حتى قيام نظام العدل السياسي الاجتماعي الاقتصادي في دولة وطنية قومية مدنية علمانية ديمقراطية حديثة وعصرية.
لو عاد إلينا أنطون سعاده في هذا الثامن من تموز لكان أعاد إلينا الحزب السوري القومي الاجتماعي إلى محوره وغايته وأصوله وحقيقته، وشرع بعملية تطهير وتنظيف وتثقيف وتوعية سياسية فكرية عقائدية وتربية أخلاقية مناقبية وإعادة تنظيم بنيوي متين وتطوير مؤسساتي حديث، ليعيده حزبا للأمة والوطن والمجتمع والشعب، مؤكدا من جديد على قيم الحق والخير والجمال وعلى النظرة الأنسانية الراقية إلى الحياة والكون والفن.
لو عاد إلينا أنطون سعاده لكان صرخ في وجهنا من جديد صرخته الشامخة المدوية بأن الحياة وقفة عز فقط.
“إن الحياة وقفة عز فقط”.
*بمناسبة ذكرى الثامن من تموز 2021.
#فلسطين، #أنطون_سعاده، #إيران، #تركيا، #لبنان، #بلاد_الرافدين، #8_تموز، #مروان_سليم، #حرمون، #موقع_حرمون، #وكالة_حرمون، #هاني_سليمان_الحلبي